الطيبي: لا أستبعد استهداف عباس.. سياسته مربكة جداً لإسرائيل
السبت, 17 أيلول/سبتمبر 2011
العضو العربي في الكنيست المقرب من رئيس السلطة الفلسطينية
الطيبي: لا أستبعد استهداف عباس.. سياسته مربكة جداً لإسرائيل
ـ قطر تلعب دورا سياسيا مميزا يستقطب تأييد دول العالم لصالح ا لدولة الفلسطينية
ـ أتوقع تصعيدا عسكريا اسرائيليا اتجاه غزة لتقويض استحقاق أيلول.. ينتظر ذرائع
ـ الإعتراف بدولة فلسطين يضع قادة جيش اسرائيل تحت رحمة "الجنايات الدولية"
ـ لا خلافات مع الأردن.. الملك عبد الله أبلغ عباس: سأكون معكم في الامم المتحدة
ـ فكرة الدولتين تجهض وتفشل موقف اليمين الإسرائيلي الذي يطالب بالوطن البديل
ـ الأردن الرئة التي نتنفس عبرها عربيا.. نتواصل مع الأهل وندرس في جامعاتها
حاوره في عمان: شاكر الجوهري
لم يستعبد الدكتور أحمد الطيبي، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي اقدام اسرائيل، أو مستوطن اسرائيلي على استهداف محمود عباس سياسيا وجسديا على حد سواء، رئيس السلطة الفلسطينية، كونه الأخطر على اسرائيل، وسياسته مربكة جداً لإسرائيل، على حد قوله.وأشاد الطيبي، وهو مقرب جدا من عباس، بالدور السياسي الذي تلعبه قطر، في استقطاب تأييد دول العالم لصالح الإعتراف بدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.وتوقع الطيبي تصعيدا عسكريا اسرائيليا اتجاه غزة لتقويض استحقاق أيلول، قال إن اي عملية تقوم بها مجموعة فلسطينية قد تقدم ذريعة له.وقال إن الإعتراف بدولة فلسطين يضع قادة جيش اسرائيل تحت رحمة محكمة الجنايات الدولية، مشيرا إلى صدور شيئ من هذا عن اوكامبو، مدعي عام المحكمة الا انه رفض الافصاح اكثر.ونفى الطيبي بشدة وجود أي خلافات بين الاردن والسلطة الفلسطينية قائلا: "العكس صحيح لان جلالة الملك عبد الله في لقائه الاخير مع الرئيس عباس قال له انه يدعم الخطوة الفلسطينية وانني سأكون معكم في الامم المتحدة ! واكد ان لا ضغوطات اردنية تمارس على عباس. وقال إن فكرة الدولتين تجهض وتفشل موقف اليمين الإسرائيلي الذي يطالب بالوطن البديل، مشيدا بالموقف الأردني حيال عرب 48، حيث أن الأردن هو الرئة التي يتنفسون عبرها عربيا، وفي الأردن يتم التواصل مع الأهل، ويدرس ابناءهم في جامعاتها.
بدا الحوار بالسؤال:
· ماذا تتوقع لإستحقاق ايلول/ سبتمبر..؟
ـ أولاً طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة, جاء نظراً لفشل المسار التفاوضي. الترابط بين فشل المسار التفاوضي, والذهاب إلى الأمم المتحدة, أصبح واضحاً, ومصرحاً به.الذهاب إلى الأمم المتحدة جاء أيضاً ليقول أنه لا ثقة اطلاقاً بحكومة بنيامين نتنياهو, وبالمسار التفاوضي مع حكومة اسرائيل، وكذلك جاء ليقول أن الرعاية الأميركية لما يسمى عملية السلام في المنطقة كانت فاشلة, ويبدو أنها ستكون كذلك فاشلة في المستقبل.استحقاق أيلول/ سبتمبر الذي يعبر عنه بطلب رسمي للحصول على عضوية الأمم المتحدة هو نتاج طبيعي لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني, وهو حق حصلت عليه كل الشعوب, بإستثناء الشعب الفلسطيني.خطوة الذهاب للأمم المتحدة مهمة, وما بعدها مهم أيضاً. ولكننا يجب أن نكون واقعيين.. هذا لن يغير واقع الإحتلال بعد الحصول على عضوية الأمم المتحدة, إن تم قبول العضوية. ستكون له نتائج قانونية تترتب على اسرائيل, وفقاً للقانون الدولي, لم تكن متاحة سابقاً للفلسطينيين.
مكاسب استحقاق أيلول/سبتمبر
· ما هي اهمية الإستحقاق في حد ذاته, وما هي أهمية الخطوات التي ستلي الإستحقاق..؟
ـ استحقاق ايلول/ سبتمبر هو رافعة دبلوماسية, وقانونية, وسياسية, اعادت المبادرة إلى الجانب الفلسطيني, وقد كنا في الماضي في خانة رد الفعل, فأصبحنا الآن في خانة الفعل المبادر، واسرائيل هي التي أصبحت ترد, وتحاول أن تجهض الفعل الفلسطيني , وهذا تحول مهم.النقطة الثالثة هي عضوية الأمم المتحدة, وهذه مهمة. ويلي ذلك وضع المجتمع الدولي امام التزاماته الأخلاقية والسياسية والقانونية, وتحديداً الإدارة الأميركية التي قال رئيسها باراك اوباما إن فلسطين ستكون مع نهاية هذا العام عضواً في الأمم المتحدة, ولكنه يهدد الآن باستخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي، ضد قبول عضوية الدولة.هذا هو المعيار الأخلاقي المزدوج, والسياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية, وهذه هي سياسات اوباما المخيبة للآمال لكثيرين في العالم العربي والإسلامي.إلى ذلك, هذه القضية أعادت فلسطين لتتصدر الإعلام, ثم أنها تتضمن تعبئة شعبية فلسطينية بإتجاه المقاومة الشعبية.أنا أقول أن هذا الإستحقاق يجب أن يواكبه حراك شعبي سلمي واسع في كل بقاع العالم, وخاصة في الأراضي المحتلة, وكذلك في اراضي 1948, دون عنف, لأن الإسرائيليين اعترفوا بأن الجيش الإسرائيلي مرتبك, لأنه لا يعرف كيف يتعامل مع مظاهرات سلمية.بطبيعة الحال, نحن سعداء للإجماع العربي على هذا الإستحقاق.لجنة المتابعة العربية تواكب, وتبادر وتتابع. هناك دور ايجابي للدول العربية. وبصراحة, هنالك دور ايجابي مميز لدولة قطر من حيث استقطاب تأييد دول العالم, ومن حيث عدم خضوعهم لضغوكات اميركية واوروبية (بعض الدول), وهي ضغوطات غير مسبوقة تمارس الآن على الرئيس أبو مازن.ان ما تقوم به قطر بقيادة اميرها حمد بن خليفة ال ثاني مؤخرا هو جهد جبار ومميز في جبهات عدة وتحديدا في دعم الجهد الفلسطيني واسناده ومحاولات التوفيق الداخلي بين الفصائل الفلسطينية.قطر عبر رئيس وزرائها حمد بن جاسم رئيس لجنة المتابعه العربية تقوم بجهد دبلوماسي دولي في كافة القارات لتجنيد الدعم لعضوية فلسطين .وامير قطر رفض الضغوطات الامريكية لثني القيادة الفلسطينية عن قرارها التوجه للامم المتحدة مما يشكل دعما للموقف الصلب للرئيس عباس بهذا الخصوص.بل هي ضغوطات واحتجاجات وتهديد وابتزاز, خاصة اميركية واسرائيلية على حد سواء.
*وما رأيك في دور قطر في الربيع العربي؟
ما من شك ان الحراك العربي يشكل الاستقلال الثاني من الاستبداد والفساد وجاء نتاج كسر حاجز الخوف لدى الشعوب العربية المقموعة والمغيبة.ان هذا الربيع كان بحاجة ماسة لوقفة عروبية مساندة وخاصة معنويا واعلاميا وبصراحة كان لامير قطر حمد بن جاسم دورا شجاعا وصلبا ورياديا في هذا الحراك عبر التاثير التحشيدي لقناة الجزيرة ودبلوماسية قطر الجريئة.
لا ضغوط اردنية
· وماذا بشأن ما يقال عن وجود ضغوط عربية, وخاصة من الأردن لكي يتراجع الرئيس عن استحقاق ايلول/ سبتمبر..؟
ـ لا علم لي بهكذا ضغوطات اردنية. هناك حوار, وتنسيق, .اقول لك انه في اللقاء الاخير بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس عباس عبر الملك عبد الله عن دعمه الواضح للخطوة الفلسطينية وقال للرئيس عباس انني ساكون معكم في الامم المتحدة" وكان موقف جلالته واضحا وداعما تماما.هناك دعم اردني لفكرة اقامة الدولتين, ولا علم لي اطلاقاً بوجود معارضة اردنية رسمية لهذا الإستحقاق.
· نشر شيىء من هذا القبيل في وسائل اعلام اردنية, ولم يصدر له أي نفي رسمي مضاد في الكثير من الحالات..
ـ اؤكد لك عدم علمي بشيىء من هذا القبيل. أعتقد أن فكرة الدولتين هي الفكرة التي تجهض وتفشل موقف اليمين الإسرائيلي الذي يطالب بالوطن البديل, بمعنى أن فكرة الدولتين هي صفعة لللفاشيين الإسرائيليين الذين يطالبون بالوطن البديل, ويقولون أن الأردن هو فلسطين, وإن كانت هذه الفكرة هامشية في المجتمع الإسرائيلي. هناك من لا يزال يردد هذه الفكرة مثل النائب ارييه الداد..
· لكن هذه الفكرة موجود في بواطن آخرين..
ـ موجودة في بواطن البعض.
· موجودة في بواطن البعض, أم في بواطن الكثرة, وتصرح بها القلة..؟
ـ أعتقد أن القلة تصرح بهذا, وهي موجودة في بواطن قلة، ليس كما كان الحال في الماضي, حيث كانت هذه الفكرة منتشرة أكثر.بالرغم من ذلك, هي موجودة في بواطن القلة, لكن فكرة الدولتين تقضي عليها.
الأردن رئة التنفس لعرب 48
· نشر في وسائل اعلام اردنية أن استحقاق ايلول (الإعتراف بالدولة الفلسطينية) يعطل حق العودة، بمعنى أن يبقى الخلل الديموغرافي قائماً في الأردن..؟
ـ استحقاق أيلول/سبتمبر لا يعطل أي موضوع من مواضيع الحل الدائم, لأنه لن يقيم الدولة مباشرة. الإحتلال لن يتغير, فإنه بعد استحقاق ايلول/سبتمبر سيكون هناك ضغط دولي من أجل العودة للمفاوضات.السؤال: هل ستوافق اسرائيل على شروط العودة للمفاوضات, وهي تجميد الإستيطان, والمفاوضات على حدود 1967..؟ وجدول زمني متفق عليه وإذا تمت العودة للمفاوضات, وهي ستتم فقط طبقاً لهذه الشروط , فإن المواضيع المطروحة على الطاولة هي القدس, اللاجئين, الحدود, المياه, الإستيطان, والملف الأمني.إذاً استحقاق ايلول/سبتمبر, لن يلغي أو يؤثر على الموقف الفلسطيني والعربي من هذه الملفات المتفق عليها بين القيادة الفلسطينية والدول العربية, وتحديداً المتفق عليها, ومحل تنسيق كامل بين جلالة الملك عبد الله, والرئيس أبو مازن.بالمناسبة، نحن كفلسطينيين تعودنا على مساندة الأردن لنا. وأنا أقول لك بصفتي قيادي في مناطق 1948, أننا وزعنا في الأمس فقط (أجري هذا الحوار بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر الجاري), كحركة عربية للتغيير منحاً دراسية في الجامعات الأردنية بواقع مئة منحة, منها ثلاثون منحة حكومية, هي مكرمة ملكية سامية, وسبعون منحة من جامعة الزيتونة الغراء تقدم من خلال حركتنا.وبالمناسبة, فإن طلبتنا يحبون الدراسة في جامعة الزيتونة. نظراً لجودة ادائها الأكاديمي, كما أن نسبة نجاح خريجيها التي تعقد لهم امتحانات مزاولة مهنة في اسرائيل عالية جداً.بوضوح, نحن نرى في الأردن الرئة التي نتنفس منها في العالم العربي, ومدينون له بالشكر على المنح الجامعية التي يقدمها لطلبتنا, وكذلك للحصة التي يمنحها لحجاجنا من أصل الكوتا الأردنية, وذلك اضافة إلى التواصل الإجتماعي اليومي الدائم بيننا وبين الأردن. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
اشكال الإبتزاز الإسرائيلي ـ الأميركي
· الضغوط والإبتزام اللذان قلت ان اسرائيل واميركا تمارسانهما، ما هي اشكالهما..؟
ـ أولاً التهديد بقطع الموارد والمساعدات المالية, اميركياً واسرائيلياً. وقد ظهر هذا خلال الشهرين الأخيرين جلياً.ثم هنالك التهديدات الإسرائيلية باستعمال القوة العسكرية, ومحاولة التضخيم الإعلامي لإستحقاق ايلول/سبتمبر, وكأنه اعلان حرب على اسرائيل, وهو ليس كذلك. في هذا السياق لوح للقيادة الفلسطينية من قبل الإدارة الأميركية بإستعمال حق الفيتو.. قيل للقيادة الفلسطينية ستخسرون, للكونغرس مواقف.. الخ.وكذلك التلويح بخطوات سياسية ومالية ضد منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.أعتقد أن الرد الفلسطيني, ورد الرئيس محمود عباس على ذلك, كان واضحاً, وهو الإصرار والإلتزام بهذا الإستحقاق. وقد قالت القيادة الفلسطينية للإدارة الأميركية: إذا قدمتم لنا شيئاً معقولاً, وهو مفاوضات على أساس حدود 1967, وتجميد الإستيطان, يمكن البحث مجدداً في كل شيىء. ولكنهم لم يقدموا شيئاً جديداً, ويريدون أن يمنعوا الفلسطينيين من أن يذهبوا إلى الأمم المتحدة, للحصول على مقعد في الجمعية العامة, وفي مؤسسات الأمم المتحدة.هذا الكلام كمن يرمي الفلسطيني في اليم, ويحذره من أن يبتل. هذا من رابع المستحيلات.
لا أستبعد اغتيال عباس
· ما احتمالات اقدام اسرائيل على اغتيال عباس..؟
ـ هنالك في اسرائيل من يعتقد أن اسلوب محمود عباس, وبراغماتيتة, وأداءه السياسي, والإعلامي يحرج اسرائيل أمام العالم, ويربكها إلى درجة جعلت افيغدور ليبرمان يقول, وهو الشخصية الثانية في الحكومة الإسرائيلية, أن محمود عباس هو أخطر الشخصيات الفلسطينية.أنا آخذ هذه التعبيرات على محمل الجد, ولا استبعد في مرحلة من المراحل حدوث استهداف اسرائيلي للرئيس أبو مازن..
· لأبي مازن, أم لحياة أبو مازن..؟
ـ أنا لا أستبعد شيئاً على الإحتلال, ولا على المستوطنين ولا على اطراف اسرائيلية في اليمين المتطرف.. هنا أو هناك.هذا النوع من السياسة الفلسطينية التي يقودها أبو مازن مربكة جداً للإسرائيليين, أمام الرأي العام المحلي, ولكن تحديداً أمام المجتمع الدولي.الوضع الفلسطيني, خاصة في الفترة الأخيرة يتسم بإرتفاع منسوب الشرعية الفلسطينية, وانخفاض منسوب الشرعية الإسرائيلية.. ارتفاع بالقبول الفلسطيني, وتصاعد في العزلة الإسرائيلية. هم يرون ذلك.لذلك, قال وزير المالية الإسرائيلي (ليكود) مؤخراً, أن استحقاق ايلول/سبتمبر أخطر علينا من "حماس". هم ينظرون بذلك لما يقوم به أبو مازن من توجه للأمم المتحدة, بأنه محاولة لنزع الشرعية الدولية عن اسرائيل, كدولة.أكثر ما يقض مضاجع اسرائيل من هذا الإستحقاق هو أنه عندما يقدم الطلب الفلسطيني للأمم المتحدة, فإنه إذا ما قبل, وأصبحت فلسطين في اسوأ الإحتمالات دولة غير عضو في الأمم المتحدة.. فانها تصبح عضوا في محكمة الجنايات الدولية
قلق اسرائيلي من محكمة الجنايات الدولية
ـ أعتقد أن هذا هو ما سيكون في نهاية الأمر. ولكن, دولة عضو, أو دولة غير عضو, في الحالتين هذا يحقق وضعاً قانونياً جديداً لكل من فلسطين واسرائيل.كيف ذلك..؟!عندما تقبل فلسطين, حتى وإن كانت غير عضو في الأمم المتحدة, فهي ستكون في هذه الحال, عضو في جميع مؤسسات الأمم المتحدة.. اليونسكو, محكمة الجنايات الدولية, وأستطيع أن اقول لك أن هذا هو ما يزعج اسرائيل, وهذا ما قالوه للأميركان. وهذا ما قاله الأميركان والإسرائيليون للجانب الفلسطيني, انكم تحضرون لملاحقة الضباط والمسؤولين الإسرائيليين في المحاكم الدولية.فكرة الملاحقة والمطاردة في العقل الإسرائيلي اليهودي, صعبة.اوكامبو مدعي عام هذه المحكمة هو الأهم في هذه النقطة. بعد أن تقبل فلسطين عضوا في الأمم المتحدة, أو دولةغير عضو, يتمكن اوكامبو من تلقي الشكاوي بخصوص أقل المخالفات, وليس فقط الإغتيالات.
· سبق أن قدمت شكاوى بحق الرئيس السوداني عمر البشير دون أن تكون دارفور دولة, أو عضو في الأمم المتحدة..؟
ـ أنا اقول لك ما قاله اوكامبو نفسه, دون أن اقول لمن قال ذلك.
قال اوكامبو..
· هل اوكامبو متحمس لذلك..؟
ـ حتى الآن تنصب الإنتقادات على اوكامبو كونه لم يقدم مجرمي حرب لمحكمة الجنايات الدولية, ولم يلاحق من ارتكب فظائع احتلال ضد الشعب الفلسطيني. هو يقول عندما تصبحون دولة عضو في الأمم المتحدة, ستتغير الصورة القانونية.لذلك, اذا تغيرت الصورة القانونية, سيتغير الوضع القانوني للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, هنا وهناك, وهذا أكثر ما يزعج اسرائيل.وأكثر ما يزعج اسرائيل الآن في العلاقات مع تركيا هو نوايا تركيا بملاحقة الضباط والمسؤولين الإسرائيليين في قضية قتل تسعة مواطنين اتراك على متن السفينة مرمرة.لذلك, فقد كانت رئاسة الأركان الإسرائيلية أكثر المتحمسين لتقديم اعتذار لتركيا، فيما رفضت الحكومة الإسرائيلية تقديم الإعتذار, لحسابات تتعلق بالحفاظ على وحدة الإئتلاف الحكومي, في حال قدم اعتذاراً للأتراك.
تصميم عباس
· هل سيبقى أبو مازن مصراً على موقفه, بالذهاب للأمم المتحدة, مع أن المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أنه الأكثر تصلباً داخل القيادة الفلسطينية لهذه الجهة..؟
ـ هذه المعلومة صحيحة. أبو مازن مصمم على الذهاب للأمم المتحدة, وهو يقول إن هذا حق.
· ما احتمال تراجعه عن ممارسة هذا الحق..؟
ـ لا أرى امكانية لذلك. والذي لا يعرف محمود عباس, لا يعرف كم هو عنيد، حين يتعلق الأمر بموقفه وبقناعاته.عناد عباس جربه الأميركان أكثر من مرة, حين رفض طلب ديك تشيني النائب السابق لرئيس الولايات المتحدة عدم المشاركة في قمة دمشق, لكنه ذهب.. وحين رفض طلب الرئيس اوباما عبر مكالمة هاتفية استغرقت خمسون دقيقة, عمل خلالها اوباما على اقناع عباس بعدم تقديم طلب للأمم المتحدة بإيقاف الإستيطان, ملوحاً بوقف المساعدات, لكن أبو مازن صمم على تقديم الطلب.أنا لا أعرف عدد الزعماء في العالم الذين يقولون لا لرئيس الولايات المتحدة الأميركية, لكن أبو مازن فعل ذلك مرات.أبو مازن مقنتع بما يفعله, وهم في المقابل (الأميركان) لم يقدموا له شيئا..!
الموقف الأوروبي غير موحد
· ما هو موقف الأوروبيين..؟
ـ الموقف الاسباني ممتاز. الموقف الفرنسي مائع, ومتحفظ, ونحن مستاؤون منه, خاصة من تصريحات وزير الخارجية الان جوبيه, التي قال فيها إن ذهاب الفلسطينيين للأمم المتحدة قد يتسبب في أزمة دبلوماسية غير مبررة. وقد استخدم كلمات غير دبلوماسية أحياناً.المانيا ترفض استحقاق ايلول من أصله, انسجاماً مع تماهي المواقف الألمانية مع المواقف الإسرائيلية تاريخياً.الموقف الأوروبي منقسم وغير موحد حيال هذه القضية.آشتون, مسؤولة العلاقات الخارجية في الإتحاد الأوروبي متفهمة للطلب الفلسطيني, لكنها تقول ننتظر الطلب الفلسطيني لنعرف كيف سنصوت عليه.
· ماذا عن الموقف البريطاني..؟
ـ حتى الآن لم يصرحوا بشيىء. كانت هناك اتصالات فلسطينية ـ بريطانية رسمية, وهم يقولون لننتظر الموقف الفلسطيني. ولا أعتقد أن بريطانيا ستعارض الطلب الفلسطيني.
· قلت أن هناك مكاسب ما بعد الإستحقاق.. أعتقد أنه حتى لو تم رفض الطلب الفلسطيني..
ـ سينتقل للجمعية العامة للأمم المتحدة..
· رفض الطلب الفلسطيني يخل بشرطي قبول عضوية اسرائيل في الأمم المتحدة, وهما قيام دولة فلسطينية, وعودة اللاجئين..؟
ـ عندما قدم طلب قبول اسرائيل في الأمم المتحدة, رفض الطلب الأول, وقبل الطلب الثاني مشروطاً بقيام دولة فلسطينية وعودة اللاجئين.. القراران 181 و 194.الفيتو ضد طلب عضوية فلسطين في المرة الأولى, سيىء, لكنه ليس غير مسبوق. حدث هذا من قبل بالنسبة للأردن وايطاليا وغيرها.ولكن, عندما تقبل عضوية فلسطين, تصبح اسرائيل دولة محتلة لدولة أخرى.. جارة, وعضو في الأمم المتحدة.توجد ارهاصات قانونية, وتبعات قانونية, اسرائيل ليست مرتاحة لها.. بل هذا يقض مضاجعها.
توقع عدوان على غزة يقوض استحقاق أيلول
· ما احتمالات شن عدوان اسرائيلي واسع النطاق على غزة, بهدف تقويض كل هذا المسار..؟
ـ أنا متخوف من تصعيد اسرائيلي عسكري, ومن أن يكون هناك غباء لدى بعض المجموعات الفلسطينية عشية هذا الإستحقاق, تستغله اسرائيل ذريعة لتصعيد أمني وتقويض استحقاق ايلول/سبتمبر.عملية ايلات الأخيرة استخدمها نتنياهو للتصعيد ضد غزة, بهدف إبعاد الأضواء عن الإحتجاجات الإسرائيلية الإجتماعية, والتظاهرات التي يقوم بها مئات الآلاف في شوارع اسرائيل. وقد كانت عملية ايلات هدية لنتنياهو.بعض المسؤولين الإسرائيليين ارتاحوا لعملية ايلات, التي نفت "حماس" أن تكون مسؤولة عنها. وقد اعترفت اسرائيل بعدم مسؤولية "حماس".حكومة اسرائيل تضخم الأمور الآن, وتهيج استحقاق ايلول/سبتمبر اعلامياً, وتصوره كأنه اعلان حرب عليها, لأنها تريد تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لشيىء فيما لو حدث, وتضخيم الأمر أمام المجتمع الدولي بإعتباره تهديد لأمنهم القومي ومكانة اسرائيل, ونزع الشرعية عنها.هذه الخطوة, كما قال أبو مازن, لا تنزع الشرعية عن اسرائيل, وإنما تضفي الشرعية على دولة فلسطين. اسرائيل بسياستها تنزع الشرعية عن نفسها.
الحراك العربي قلب الزمن ضد اسرائيل
· الحراك الشعبي العربي, كيف تعاملت اسرائيل معه..؟ وكيف تبلور الموقف الإسرائيلي من الحراك, في ضوء نظرة اسرائيل لمصالحها..؟
ـ هنالك مثل انجليزي يقول "مسكتك وبنطلونك نازل".. أي فاجأتك في وضع غير مناسب. الإسرائيليون فوجئوا بالحراك الشعبي العربي, وصعقوا جراء الربيع العربي.هناك تحول استراتيجي في المنطقة. الربيع العربي سيىء بالنسبة لإسرائيل, ذلك أنه أصبح للشارع العربي رأي.كان أسهل على اسرائيل أن تحل المشاكل بإتصال هاتفي مع هذا الدكتاتور أو ذاك.. مع هذا الزعيم أو ذالك. لقد استمعت هذا الكلام من وزير اسرائيلي..
· بدون اسماء..
ـ ذكر إسم حسني مبارك. الآن تغيرت الأمور في مصر, وهي ذات موقع جيوسياسي بالغ الأهمية.لذلك, يعترف الإسرائيليون أن ما يحدث سيىء من وجهة نظر مصالحهم.ثم هم يأخذون بنظر الإعتبار ظهور تيارات اسلامية في العالم العربي, الأمر الذي يعتبرونه خطيراً على سياساتهم.هم قلقون جداً مما يحدث في العالم العربي, لأن الشارع العربي أصبح مقررا.الإسرائيليون يعتقدون أن الديمقراطية تناسب فقط اليهود في اسرائيل, ولا تناسب العرب. وهذه نظرية فوقية وعنصرية.ما يشهده الوطن العربي الآن هو عملية استقلال ثانية من الفساد والإستبداد بعد أن تحقق الإستقلال الأول من الإحتلال.هنالك في المنطقة ثلاث دول مقررة ومؤثرة هي ايران, تركيا واسرائيل.. ليس من بينها أي دولة عربية. ما يقلق اسرائيل الآن هو صعود تركي, وقد تخاف مستقبلاً من دور مصري مجدد, عروبي, بعيد عن قيود كامب ديفيد.
الإسرائيليون قلقون من دور مصري مغاير إلى درجة أنهم اصبحوا مستعدين لتعديل معاهدة السلام مع مصر, وزيادة عدد القوات المصرية المسموح بتواجدها في سيناء.
· لذا مجمل التغييرات الحادثة عربياً ليست في مصلحة اسرائيل..
ـ اوافق معك, وأضيف بأننا كنا نقول أن الزمن يعمل لصالح اسرائيل, وضد مصالح العرب. الآن أقول إن الزمن يعمل ضد مصالح اسرائيل ولصالح العرب.وعلى اسرائيل ان تدرك انها تحت القانون الدولي وليس فوقه.
(المستقبل العربي)
|