رحيل المؤرخ العربي الكبير كمال صليبي
02/09/2011
توفي الخميس، 01.09.2011، المؤرخ والباحث اللبناني، كمال الصليبي، عن اثنين وثمانين عاما، والذي يعد أحد أبرز المؤرخين العرب، ممن بحثوا في تاريخ لبنان، والمنطقة العربية، وتاريخ الديانات.ووقف الصليبي وراء العديد من المراجع التاريخية المهمة ومن ابرزها كتابه "تاريخ لبنان الحديث"، كما أثارت بعض كتبه الكثير من الجدل، كما هي الحال مع كتابه "التوراة جاءت من جزيرة العرب".في هذا الكتاب طرح الصليبي نظريات جديدة بشأن جغرافية التوراة، تخالف الاعتقاد السائد بشأن الجغرافية الحالية.واستند في نظريته إلى بحوث في الجغرافية اللغوية وفي الآثار، جعلته ينسب الكثير من مواقع أحداث العهد القديم إلى مناطق واقعة في جنوب غرب الجزيرة العربية.كتب الصليبي مؤلفاته باللغتين العربية والانجليزية، وترجم معظمها بنفسه، أو بإشرافه أو بمراجعته، ومن أبرز مؤلفاته "تاريخ لبنان الحديث"، و"تاريخ الجزيرة العربية"، و"بلاد الشام في العصور الاسلامية الأولى"، و"بيت بمنازل كثيرة"، و"البحث عن يسوع: قراءة جديدة في الإنجيل"، و"حروب داوود", وغيرها، وقد ترجم العديد من مؤلفاته إلى لغات عديدة.ونعت الجامعة الاميركية في بيروت المؤرخ كمال الصليبي، إذ كان في أيامه الأخيرة أستاذ شرف في دائرة التاريخ وعلم الآثار فيها، التي بدأ التعليم فيها منذ العام 1945، وستقام مراسم تشييع جنازته السبت المقبل.وكان الصليبي أحد مؤسسي المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان في الأردن، وعمل مديرا له نحو عشر سنوات.وقال المؤرخ والكاتب اللبناني جورج قرم، وفقا لفرانس برس، إن "الصليبي احتل موقعا كبيرا في مجال التأريخ، ورغم أن بعض أعماله كانت مثيرة للجدل، إلا أن له مركزا مرموقا في الحياة الفكرية اللبنانية والعربية، وقد أغنى المكتبة العربية واللبنانية بأبحاث معمقة ومكتوبة بأسلوب شائق وجميل".ولد كمال الصليبي ببيروت في الثاني من أيار/مايو 1929، من والدين مسيحيين بروتستانتيين، وتخرج من الجامعة الاميركية ببكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية.وفي عام 1953 حصل على شهادة الدكتوراة في تاريخ الشرق الأوسط من جامعة لندن، وكانت أطروحته بعنوان "المؤرخون الموارنة وتاريخ لبنان في القرون الوسطى".عرف عنه اهتمامه وشغفه بالآداب، والفنون، والموسيقى على وجه التحديد، حيث أتقن العزف على البيانو، وكتب بلغة أدبية كتابا يؤرخ لسيرته وذكرياته تحت عنوان"طائر على سنديانة".
|