لم نقرر تشكيل الحكومة وليس من اولوياتنا الدخول
في التسوية
نزال
لـ"الوطن"و"حركة إبداع" : "حماس" تريد اعادة النظر في
الإتفاقات
ـ لن نقصي الفصائل الأخرى.. سنتشاور
مع الجميع ولن نكرر تجربة "فتح"
الفاشلة
ـ نريد اعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني..
عباس لا يملك غير التفاهم مع "حماس"
حاوره عبر الهاتف: شاكر الجوهري
"حماس"
تريد اعادة النظر في الإتفاقات المتعلقة بالتسوية, لترى إن كانت
تلبي مصالح الشعب الفلسطيني أم لا.
بهذا
رد محمد نزال القيادي البارز في حركة "حماس" على سؤال عما إذا
كانت حركته معنية باستئناف المفاوضات مع
اسرائيل.
عضو
المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية أكد كذلك أنه ليس من
اولويات حركته الدخول في التسوية السياسية. وقال في حوار قصير
معه عبر الهاتف, إن "حماس" لم تتخذ بعد قرارا بتشكيل حكومة
فلسطينية.
وكشف
نزال عن "حماس" التي حققت فوزا كاسحا في الإنتخابات التشريعية
الفلسطينية. لن تعمل على اقصاء الفصائل الأخرى, بل ستتشاور مع
الجميع, ولن تكرر التجربة الفاشلة لحركة
"فتح".
وأكد
نزال أن اولوية "حماس" الآن هي اعادة صياغة النظام السياسي
الفلسطيني, مبديا أن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية, رئيس
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لا يملك الآن إلا خيار التفاهم
مع "حماس".
بدأنا
الحوار بالسؤال:
·ما
هي أسباب الفوز الكبير الذي حققتموه..؟
ـ
برأيي أن هناك عدة عوامل أدت لفوز "حماس" أولها الأداء السياسي
والعسكري والإجتماعي لحركة "حماس" طوال السنوات الماضية.. حيث
أثبتت الحركة مصداقية في ادائها في كل هذه
المجالات.
ثاني
هذه العوامل يتعلق بالطرف الآخر.. وهو حركة "فتح", حيث كان
اداءها هزيلا وضعيفا, وأسهم الإنقسام داخل الحركة والتخبط في
ادائها على المستوى السياسي من ناحية, والمستوى الإجتماعي من
ناحية أخرى, وصورة الفساد الذي ساد في السلطة.. كل هذا أسهم في
دفع الناخب الفلسطيني الى التصويت ضد حركة "فتح", لصالح حركة
"حماس".
العامل
الثالث هو رغبة الشارع الفلسطيني في التغيير, فقد ملّ هذا الشارع
رؤية وجوه عرفت بالفساد وفقدان المصداقية, وبالتالي, أراد الشعب
الفلسطيني أن يحدث تغييرا حقيقيا.
في
رأيي أن هذه اسبابا جوهرية قد تتفرع عنها اسباب ثانوية, وقفت
وراء فوز "حماس".
لم نقرر
تشكيل الحكومة
·ما
الذي جعلكم, كما يستفاد من تصريحات ناطقين باسم "حماس", تقبلون
تشكيل حكومة فلسطينية, بعد أن كنتم تقولون أنكم لا تريدون
ذلك..؟
ـ
"حماس", حتى هذه اللحظة التي أتحدث فيها لم تتخذ قرارا بتشكيل
الحكومة, وإنما كان قرارها انتظار نتائج الإنتخابات حتى تحدد
كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة.
ما
جرى أن الأخ خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي), وبعد اتضاح الموقف
صباح هذا اليوم (أمس), اجرى اتصالا هاتفيا مع السيد محمود عباس,
أثنى فيه على اجراء الإنتخابات بديمقراطية, وحضارية ونزاهة, وقال
إننا نريد أن تكون هناك شراكة سياسية. نحن نريد أن نتشاور الآن.
ليس فقط بشأن الحكومة, وإنما بشأن اعادة صياغة النظام السياسي
الفلسطيني.
هناك
اشكاليات تواجه النظام السياسي الفلسطيني.. هناك ازدواجية بين
رأس السلطة ورئيس الوزراء.. هناك ازدواجية بين منظمة التحرير
والسلطة الفلسطينية.
السلطة
أخذت تمارس مهاما يفترض أن تمارسها منظمة التحرير. هناك تغييب
لإطار منظمة التحرير كخطاب يمثل الداخل
والخارج..
كل
هذه القضايا تحتاج الى اعادة صياغة.
لهذا,
فإن الإشكالية في رأيي لن تنتهي في حال تشكيل حكومة, أكانت
"حماس" هي التي تقودها, أو مؤتلفة مع الآخرين, أو غير مشاركة
فيها. الأزمة السياسية الفلسطينية ستبقى موجودة, والمطلوب هو
انتهاز هذه الفرصة لإعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني.. وهذه
الصياغة تتم بالتوافق بين القوى الأساسية والفاعلة في المجتمع
الفلسطيني.
لا خيار
لعباس غير التفاهم مع "حماس"
·في
تقديركم, هل سيوافق محمود عباس الآن, بصفته رئيسا للجنة
التنفيذية لمنظمة التحرير على تفعيل لجنة تفعيل منظمة
التحرير..؟
ـ
برأيي أن السيد محمود عباس لا خيار امامه إلا أن يكون جادا الآن.
إذا كان السيد عباس قد قبل رغما عن كثيرين في حركة "فتح" اجراء
هذه الإنتخابات, وتعهد بإجرائها بنزاهة, عليه أن يستكمل خطواته
اللاحقة, علما أنه سيكون هناك مأزق.
المأزق
يتمثل الآن في وجود فصيل اسمه حركة "حماس" يستأثر بعدد كبير من
مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني, وأن عدم التوافق مع هذه الحركة
يعني أن شللا سيصيب المؤسسة السياسية الفلسطينية في
الداخل.
لهذا
لا خيار أمام محمود عباس إلا أن يتفاهم مع حركة
"حماس".
·ما
امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية. توجد دعوات لذلك.. ما امكانية
تحقق هذه الدعوات..؟
ـ
من الواضح أن هناك ردا حزبيا من قبل السلطة الفلسطينية وحركة
"فتح".. وعلى وجه التحديد هناك مجموعة من رموز "فتح" تحدثوا عبر
وسائل الإعلام بلهجة يبدو أنها متأثرة وغاضبة ومحتجة, أكثر منها
لهجة سياسي يتحدث بعقلانية.
من
المؤسف القول أنه, وقبل أن تطلب "حماس" تشكيل حكومة وحدة وطنية,
إذ أننا تحدثنا فقط عن أننا نريد حكومة وحدة وطنية, سارع رموز في
"فتح" الى القول أنهم لا يقبلون بحكومة وحدة
وطنية.
برأيي
أن هذا يمثل قرارا متسرعا. ينبغي على "فتح" أن تهدأ قليلا, وأن
تجمع مؤسساتها لتتدارس الأمر برويّة بعيدا عن لحظات الغضب
والإنفعال, ودراسة النتائج.
اعادة
صياغة النظام السياسي
·معروف
أن منظمة التحرير هي المكلفة بالتفاوض مع اسرائيل, وليس السلطة
أو حكومتها. واليوم تذكر الإسرائيليون هذه الحقيقة بعد اعلان
نتائج الإنتخابات, غاضين النظر عن المرحلة السابقة التي تفاوضوا
فيها مع رئيس السلطة متجاهلين منظمة التحرير.. وأصبحوا يقولون إن
الإعتراف المتبادل تم مع المنظمة, وليس مع السلطة.. أي أنهم
يريدون مفاوضة المنظمة في صيغتها
الحالية..
هل
تقبلون أن تتولى المنظمة في صيغتها الحالية عملية
التفاوض..؟
ـ
بصراحة, نحن نعطي الأولوية الآن لإعادة صياغة النظام السياسي
الفلسطيني. وفي رأيي أنه ما لم تعد صياغة هذا النظام, ستستمر
الأزمة السياسية الفلسطينية.
موضوعة
التفاوض قضية جزئية تقع في إطار قضية شاملة. لا بد من أن نعيد
النظر في المنهجية السياسية التي تعاملت بها منظمة التحرير
الفلسطينية. أن نعيد النظر فيما تم توقيعه من اتفاقات, ونحدد هل
كانت هذه الإتفاقات لمصلحة الشعب الفلسطيني أم أنها أضرّت
بها..؟
المفاوضات
قضية تفصيلية الدخول فيها هو دخول في قضية جزئية من شأنه ادخالنا
في متاهات أخرى, والتساؤل الآن هل تتفاوض "حماس" أم لا, هذه
مسألة جدلية ينبغي أن نجيب على غيرها قبل الدخول في هذه القضية
الجزئية.
·ألن
يكون لكم دور في استئناف التسوية..؟
ـ
"حماس" ليس من اولوياتها الدخول في التسوية السياسية. اولوياتنا
الآن تنظيم المجتمع الفلسطيني.. تنظيم البيت
الفلسطيني.
إذا
نظمنا البيت الفلسطيني بالتوافق مع الأطراف الأساسية, بعد ذلك
يمكن الحديث عن منهجية العمل السياسي, وكيف يمكن أن نتعامل مع
الواقع الموجود.
لن نقصي
الفصائل
·تتحدث
عن اطراف اساسية, وليس عن طرف اساسي. من يوجد الآن غيركم وغير
"فتح"..؟
ـ
هناك "حماس" و"فتح", واطراف أخرى, قد لا تكون حصلت على نسبة
محددة أو كبيرة في الإنتخابات, لكننا لا نستطيع تجاوز وجود
الجبهة الشعبية, والجهاد الإسلامي, والجبهة الديمقراطية والقيادة
العامة.. الخ.. هذه اطراف لا ينبغي أن نستبعدها من المشاورات
والحديث بمجرد أن "حماس" اكتسحت الإنتخابات.
"حماس"
لا ينبغي لها أن تكرر تجربة "فتح" بالإنفراد والإقصاء. وإذا
ارادت "حماس" أن تنفرد بهذه التجربة, فإنها ستصل الى النتيجة
التي وصلت إليها حركة "فتح" لأنها تعاملت مع الآخرين بفوقية
وغرور, واستبعدتهم واقصتهم وارادت الحاقهم بها وبمواقفها
وسياساتها.
لا
ينبغي لحركة "حماس" أن تكرر التجربة الفتحاوية, وإلا فإن الفشل
سيصيبها.
تحليل
سياسي
في أول تحليل سياسي له فور
وقوع المفاجأة كتب تيسير نظمي في جريدة "الأنباط" الأردنية
مقالته :
فوز كاسح فاجأ حتى الذين كانوا يتوقعون
نجاح "حماس" في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني, وهو فوز من
شأنه أن يعيد ترتيب, ليس فقط المعادلة السياسية الفلسطينية,
وإنما كذلك المعادلة السياسية الإقليمية, بامتداداتها
الدولية.
هو فوز كاسح لأن "حماس" حصلت على 83
مقعدا, وفقا لمعلوماتنا المستقاة من مصادر اللجنة المركزية
المشرفة على الإنتخابات, حتى ما بعد ظهر أمس (الخميس), بعد أن
كان متوقعا لها أن تفوز بما يزيد أو يقل قليلا عن نصف المقاعد
الـ132.
وإذا علمنا أن جميع الفصائل الأخرى
باستثناء "فتح", وكذلك المستقلين حصلوا على أقل من عشرين مقعدا,
فهذا يعني أن حركة "فتح" لحقت بها هزيمة كاسحة بأقل من اربعين
مقعدا.. أن "حماس" تكون قد حصلت على أكثر من ضعف المقاعد التي
حصلت عليها "فتح".
هذه هي الأرقام التي دفعت أحمد قريع (أبو
علاء) ليسارع إلى توجيه كتاب استقالة حكومته إلى محمود عباس رئيس
السلطة.
هذا الفوز الكاسح أنتجته جملة عوامل مهم
جدا تشخيصها بكل دقة وموضوعية:
أولا: فساد السلطة, وهو فساد أنتجه
وأورثه رئيسها السابق ياسر عرفات لرئيسها الحالي محمود
عباس.
ثانيا: فساد وتفكك "فتح", وهذا أيضا من
ضمن تركة عرفات.
ثالثا: الموقف الإسرائيلي ـ الأميركي
بالغ السلبية من "حماس". وكذلك من محمود عباس, الذي لم يحظ تلهفه
على المضي في التسوية بأي تجاوب
اسرائيلي.
رابعا: نجاحات "حماس" السياسية
والإجتماعية والثقافية, وانعدام الفساد في صفوفها, ووحدة هذه
الصفوف.
فوز "حماس" على هذا النحو من شأنه ادخال
تعديلات بالغة الأهمية على المعادلة الفلسطينية, وكذلك على
المعادلة الإقليمية وتأثيراتها وتأثراتها
الدولية.
على صعيد المعادلة الفلسطينية, فإن هذا
الفوز الكاسح يفرض:
أولا: تشكيل حكومة فلسطينية جديدة بقيادة
"حماس", حتى وإن كانت لم تتخذ قرارا بذلك بعد.. إذ أنها بدأت
تناقش هذا الأمر.
ثانيا: إلغاء الصفة الحزبية, أو لنقل
الفتحاوية, عن الأجهزة الأمنية للسلطة. وإذا كان يصعب على
"حماس", لحسابات تكتيكية, حل الأجهزة الأمنية القائمة, وإعادة
تشكيلها من كوادر وعناصر "حماس", فإنها ستلجأ دون جدال إلى
استبدال قيادات هذه الأجهزة, وحظر الحزبية داخل هذه
الأجهزة.
ثالثا: مشاركة, بل اشراف "حماس" على
المفاوضات المقبلة مع اسرائيل, إذ لا يعقل أن تتولى "حماس" الحكم
في الداخل, ثم تترك أمر التفاوض لحركة "فتح", أو لمنظمة التحرير
الفلسطينية في
صيغتها الراهنة.
اسرائيل انتبهت لأهمية هذا التغير فبدأت
تتذكر أن الإعتراف المتبادل تم مع منظمة التحرير, وليس مع
السلطة، بعد أن فاوضتها وخذلتها طوالا الفترة السابقة
.
لذلك, فإن "حماس", وخلافا لتوقعات سابقة,
ستعمل بكل قوة على دخول وتولي قيادة منظمة التحرير, وتكريس دورها
كمرجعية للسلطة الفلسطينية, وجهة
مفاوضة.
هذا التوجه سيؤدي إلى عدم تراجع مكانة
قيادة "حماس" في الخارج, كما سيحول دون تعرض مفاوضي الداخل
للضغوط الإسرائيلية.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن فوز "حماس"
يمثل لطمة كبيرة لخط اوسلو داخل "فتح" ومنظمة التحرير, دون أن
يشكل نصرا على أي نحو لخصوم اوسلو داخل "فتح" والمنظمة, وخاصة
فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" رئيس الدائرة
السياسية لمنظمة التحرير.
فإذا كانت سلطة اوسلو خسرت الإنتخابات,
فإن القدومي بالذات خسر أربع مرات..
مرة لأن "فتح"
خسرت..
ومرة ثانية لأنه سيكون مضطرا إلى اخلاء
موقعه في قيادة منظمة التحرير لصالح أحد ممثلي
"حماس"..
ومرة ثالثة لأنه شخصيا كان ضد اجراء
الإنتخابات التشريعية الفلسطينية, وكذلك ضد عقد المؤتمر العام
لحركة "فتح".
ومرة رابعة لأنه أصبح مؤكدا في ضوء هذه
الهزيمة الكاسحة, انعقاد المؤتمر العام, لينتخب لجنة مركزية
جديدة لـ"فتح" تخلو ممن اوصلوا الحركة إلى هذه الهزيمة
الخرافية.
المشهد الفلسطيني في خطوطه العريضة يتكون
الآن من رئيس سلطة فتحاوي, وحكومة حمساوية, ومؤسسات وأجهزة
فتحاوية, ومنظمة تحرير تزداد الحاجة إلى اعادة بنائها
وتفعيلها..
باختصار.. هو مشهد سريالي يحتاج إلى
اعادة صياغة وتشكيل بالكامل, بما يحقق قدرا معقولا من التناغم
والإنسجام.
وإذا أخذنا في الإعتبار أن اسرائيل مقدمة
هي الأخرى على انتخابات عامة في آذار/مارس المقبل, علينا أن
نتوقع في ضوء ذلك ما يلي:
أولا: ارتفاع عدد المقاعد التي يمكن أن
يحصل عليها حزب الليكود في الكنيست, دون أن يخل ذلك بالإنتصار
المتوقع لحزب "كاديما", خاصة وأن فوز "حماس" في الإنتخابات
الفلسطينية يفرض أن يدفع الإسرائيليين نحو التعجيل في اتمام الحل
النهائي مع الفلسطينيين, قبل أن تتغير الظروف والمناخات لصالح
استمرار المواجهة على أرضية إلغاء الآخر. والآخر في هذه الحالة
هو اسرائيل بالنسبة لـ"حماس", والكيان الفلسطيني بالنسبة
لإسرائيل.
ثانيا: جمود عملية التسوية لمزيد من
الوقت بانتظار تبلور الصورة النهائية للمشهدين الفلسطيني
والإسرائيلي.
الكفة الفلسطينية سترجح في غضون المرحلة
المقبلة, كما أنها ستؤثر ايجابا لجهة تخفيف الضغوط الأميركية على
سوريا وايران.
بعبارة أخرى.. الديمقراطية الفلسطينية
ستقدم خدمة كبرى, بالذات لسوريا.
لا أحد يستطيع أن يشكك الآن في شرعية
القيادة الفلسطينية الجديدة.
وبالنظر إلى عمق التحالف بين "حماس" وكل
من سوريا وايران, وكذلك حزب الله في لبنان, يفترض أن تعمد
واشنطن, والإتحاد الأوروبي إلى تقليل الضغوط التي تمارس على
سوريا وايران, لأن التحالف المشار إليه يستطيع, إن تعرض لضغوط في
سوريا وايران, أن يضرب في فلسطين وعبر جنوب
لبنان..!
هذا الإستنتاج يأخذ في اعتباره التحالف
الإستراتيجي القائم بين اميركا واسرائيل, والعلاقات الإستراتيجية
التي تجمعهما بأوروبا.
استطرادا, سيتراجع الدور الأردني أكثر
فأكثر على صعيد التأثير في الحل
الفلسطيني.
لقد كان هذا الدور شبه متلاش في عهد ياسر
عرفات جراء الحساسيات المتبادلة, وبدأ ينمو في عهد محمود عباس
جراء الثقة المتبادلة, لكنه معرض الآن للتلاشي مجددا, نظرا
للموقف بالغ السلبية الذي اتخذه الأردن من حركة "حماس" وقيادتها
عام 1999, حيث قام بإغلاق مكاتبها واعتقال قادتها وابعادهم,
والمواظبة على رفض التوصل لأي حل معهم حتى
الآن..!
الدور المصري سيتراجع هو الآخر, بعد أن
عملت مصر خلال السنتين الماضيتين على احتضان حوار فلسطيني ـ
فلسطيني هدفه الأساس احتواء "حماس" وسياستها ومواقفها, وتطويعها
في إطار استراتيجية السلطة.
الآن, الولايات المتحدة التي سبق اعلانها
حركة "حماس" حركة ارهابية, والإتحاد الأوروبي الذي عمل على توظيف
القرار الأميركي من أجل ترويض "حماس", لا يستطيعان تجاهل
المعادلة الفلسطينية الجديدة.. سيكونان مضطران للتعامل مع "حماس"
بأمل تشجيعها على الإنخراط في عملية التسوية, وإن بسقف جديد..
ذلك أن هذا يظل أفضل بكثير من تهديم سقف التسوية الحالي على رؤوس
اللاعبين.
سيكونان مضطران للتعامل والتعاطي مع
"حماس", خاصة وأن اصرارها على اجراء ونزاهة الإنتخابات
الفلسطينية, ساهم في صناعة المشهد الحالي الذي يبدو مربكا
للجميع, بما في ذلك "حماس" نفسها, التي لا تملك خبرات تفاوضية
يعتد بها مع الإسرائيليين, وستكون مضطرة للتعامل مع خبرات "فتح"
ومنظمة التحرير, مع مراعاة السقف التفاوضي الجديد. لذلك تحديدا
ينقل عن خالد مشعل قوله لقادة فلسطينيين في دمشق أن المسؤولية
تفرض على الجميع مواصلة الخطوات المطلوبة فيما يتعلق بإحياء دور
منظمة التحرير.
بل إن الكثيرين الذين كانوا يغيرون
تحالفاتهم داخل "فتح", هم جاهزون الآن للإنتقال إلى تغيير
تحالفاتهم داخل الساحة الفلسطينية, والإقتراب من "حماس", إن لم
نقل محاولة الإلتحاق بها.
بقي أن نقول إن محمود عباس رئيس السلطة
الفلسطينية, لئن أخفق في دفع مسيرة التسوية, والتصدي لكل ما ورثه
من فساد عن سلفه, فإنه يستحق "شكرا" كبيرة لإصراره على اجراء
الإنتخابات في موعدها, واصراره كذلك على
نزاهتها.
محمود عباس سيسجل له التاريخ موقفه هذا,
تماما كما سجل على سواه مواقفهم.
JERUSALEM, Jan. 26 — The Hamas landslide in
Palestinian elections has stunned Israelis, but it may also
have brought them a rare moment of clarity: with peace talks
off the table, Israel
will most likely pursue unilateral actions, drawing its own
borders and separating itself from the
Palestinians.Skip
to next paragraph
Ehud
Olmert, the acting prime minister, made it clear after an
emergency cabinet meeting that talks with Hamas, a Palestinian
party sworn to Israel's destruction, were out
of the question, while experts said Israel was now
freer to establish its future on its
own.
They said Israel — whose own elections in
two months could be heavily influenced by the Palestinian
results — was likely to focus on speeding up construction of
the separation barrier, which runs along and through parts of
the West Bank. After more
than three years of building, it remains less than half
finished, but Israeli officials say it has contributed
enormously to the reduction of suicide bombings and other
attacks. Palestinians, on the other hand, say the barrier
takes land they want for a future
state.
"The differences between the sides are
now much deeper, and the chances for negotiations are much
more remote," said Shlomo Avineri, a liberal political
scientist at HebrewUniversity. "The only
realistic steps may be Israeli unilateral
steps."
Unilateralism was the approach taken by
Ariel Sharon, the prime minister for the last five
years, who now lies in a coma. He withdrew Israeli settlers
and soldiers from Gaza last
summer without negotiating the move with the Palestinians, and
left open the possibility of more such moves in the West Bank.
Since on-and-off peace talks began more
than a decade ago, Israelis have been deeply divided over what
sorts of concessions to make, how much territory to keep and
whether the talks would lead to an end to the decades-old
conflict. On Thursday, it seemed there were few such
doubts.
From Israeli hawks who oppose
concessions to doves who constantly pressed for renewed peace
talks, Israelis said there could be no negotiations with
Hamas.
Ami Ayalon, the former head of
Israel's Shin Bet
security service and now a parliamentary candidate for the
left-leaning Labor Party, said the absence of a negotiating
partner should not halt Israeli actions aimed at separating
from the Palestinians.
Israel, he said, should seek "to create a
situation where Israel disengages from the
Palestinians and preserves the character of
Israel as a Jewish
democracy." Israel should
continue, he said, "to move fast and independently to our
goal."
Mr. Olmert hopes to become prime
minister in elections on March 28 as head of the centrist
Kadima Party started by Mr. Sharon.
But Benjamin
Netanyahu,
leader of the right-wing Likud Party, made clear that the
Palestinian results offered an opportunity for his more
hawkish message to be heard. He said the Hamas victory was a
result of the unilateral withdrawal from Gaza and
proved that no more withdrawals should occur.
Yuval Steinitz, a member of Parliament
from Likud, said Israel should have
prevented or canceled the Palestinian elections. He cited the
1993 Oslo accords, an interim
peace agreement that bars the participation of armed groups
and those that do not recognize Israel.
Mr. Steinitz noted that Palestinian
terror attacks against Israel had gone
down in recent years, but that Hamas's popularity had gone up.
"This is a major loss in our war against terror despite all
our tactical successes," he said.
Since the Oslo
accords, the Israeli and Palestinian leaderships have
maintained a dialogue at some level.
But Israel and Hamas
have never had contact with each other, aside from exchanging
bullets and bombs. Their relationship is similar to the one
that existed in the 1980's and earlier between
Israel and the
Palestine Liberation Organization, with their refusal to
recognize each other.
Hamas's electoral triumph comes at a
time when Israel is going
through its own political upheavals, and the government is
unlikely to make any major moves until after the Israeli
election.
"Election time means time out," Mr.
Avineri said. "There is a strong argument for refraining from
doing dramatic things right now."
The campaign may also mean that Mr.
Olmert and his party will have to take a tougher tone to
ensure that they are not outflanked on the security issue by
Likud.
Israelis are beginning to debate
whether the reality of being in power will tame or moderate
Hamas. Mr. Avineri suggested a Hamas-led government might not
be as threatening as some Israelis feared. He cited the
Lebanese guerrilla group Hezbollah, which battled Israeli
troops for years in southern Lebanon and now
takes part in Lebanese politics.
"Hamas may behave like Hezbollah," Mr.
Avineri said. "The rhetoric will be harsh, and they will still
be armed, but they will be part of the political system, and
their actions may be more
restrained."
Others, like Mr. Steinitz, argue that
Hamas wants Jews pushed into the sea, and did not enter
politics to change its goals but to advance
them.
Still, the Hamas victory injects
uncertainty into the Israeli election. In previous Israeli
campaigns, Hamas and other Palestinian factions have staged
deadly attacks that pushed the Israeli electorate to the
right.
In 1996, the Labor Party, led by the
dovish Shimon Peres, seemed headed for victory after the
assassination of Yitzhak Rabin by an ultranationalist Israeli. But
after a series of Palestinian suicide bombings during the
Israeli campaign, Mr. Netanyahu, of Likud, won a narrow
victory.
The Palestinians started an uprising in
September 2000, and in a February 2001 election for prime
minister, Mr. Sharon trounced Ehud Barak, the Labor Party leader, who had tried
but failed to reach a comprehensive accord with the
Palestinians.
Hamas scores stunning win
- but what happens now?
By Donald Macintyre in Gaza
Published: 27 January
2006
The
militant Islamic faction Hamas sent shock waves through
Israel, Western
capitals and its own ranks yesterday by sweeping to an overall
parliamentary majority, making it the pivotal force in
Palestinian politics.
Securing 76 of the 132 seats in the
parliament whose existence it opposed for almost a decade,
Hamas's unexpectedly overwhelming victory challenged almost
every assumption about the Middle
East and plunged the Israel-Palestinian conflict
into another period of unpredictability.
The
landslide abruptly ended the dominance of the Palestinian
Authority (PA) by Fatah, the nationalist movement founded more
than 35 years ago by Yasser Arafat, which took only 43 seats
after the first Palestinian Legislative Council elections for
a decade. Hamas, which has been on ceasefire for more than a
year but has been responsible for more than 400 deaths of
Israeli civilians in some 58 suicide bombings during the past
five years, immediately said it would try to form a unity
coalition with the defeated Fatah, which was dogged during the
election by splits and a reputation for corruption and
inefficiency.
As
some Western governments began a cautious assessment of
whether Hamas's triumph was a menacing new threat to the
region's stability or the beginning of a possible conversion
from armed militancy to mainstream politics, the acting
Israeli Prime Minister, Ehud Olmert, said that
Israel would not
negotiate with any Palestinian government that included Hamas
members.
"The
state of Israel will not negotiate with
a Palestinian administration if even part of it is an armed
terrorist organisation calling for the destruction of the
state of Israel," he said,
in a statement released last night after a three-hour
emergency cabinet meeting with senior ministers.
Ismail Haniyeh, a leading Hamas
candidate, told the BBC: "Don't be afraid. Hamas is an aware
and mature movement ... which is politically open in the
Palestinian arena, and to its Arab and Islamic hinterland, and
similarly open to the international arena."
Hamas asked for immediate coalition
talks to be convened by the Palestinian President, Mahmoud
Abbas. The faction's leader in Gaza, Mahmoud Zahar, said the
call was being made "because we are strong. If they [Fatah]
are not willing we will run it alone and we will achieve
success."
Mr
Abbas has not yet decided how closely to work with the group,
but has warned he might resign if he cannot pursue a peace
agenda. His Fatah Party last night decided not to join a Hamas
government, according to a senior Palestinian official,
speaking on condition of anonymity.
Ziad
Abu Amr, an independent PLC member close to Mr Abbas, but who
was backed by Hamas, said: "Fatah may be reluctant now because
they are hurt and angry but they will come round."
As
Ahmad Qureia, the Palestinian Prime Minister, and the cabinet
resigned in response to the defeat, gunfire broke out between
Fatah supporters and Hamas activists in Ramallah. More
ominously, Israeli soldiers shot dead a 9-year-old Palestinian
girl in the Gaza Strip near the border with
Israel. They later
claimed she was carrying a large bag and ignored warning
shots.
It
is clear that the huge vote for Hamas was not an endorsement
for its aspiration to eliminate Israel, much less
for a swift return to armed conflict and suicide bombings.
Voters in Gaza cited the
ineffectiveness and perceived corruption of Fatah and the
Palestinian Authority it has run for 10 years as the main
reason for voting Hamas.
Khalil Shikaki, a Palestinian pollster
who has charted Hamas's phenomenal rise in popularity, wrote
this week that it could not be interpreted as support for "its
extremist views". He said: "Polls I have carried out over the
past 13 years show that the Palestinians have never been as
moderate as they are today."
Hamas, which has largely abided by the
truce it negotiated with Mr Abbas, focused its campaign on
internal Palestinian issues; and it was largely successful in
persuading voters to do the same. It was boosted by its
reputation for equitable distribution of charitable funds with
the poor, in contrast to what many Palestinians see as the
misdirection by the PA of international donations to Gaza and the West
Bank.
One
of the many paradoxes in this election result is that in
voting for a faction that built its credibility on armed
conflict with Israel, Palestinian
electors were actually showing they thought that not all their
suffering could be laid at the door of the occupier; that
better, cleaner, Palestinian governance could help too.
But
external factors still played a part. The polls also show
that, as well as the deep splits within Fatah, waning hopes of
a credible peace process undermined it. As Mr Shikaki also
wrote: "Fatah, which did not succeed in leading to the
evacuation of a single settlement, while the violence led by
Hamas, as seen by the Palestinian public, led to the
disengagement from Gaza." And here Palestinian
officials say Mr Abbas was let down not only by
Israel but also the
international community. Even the relatively minimal agreement
to ease the access of goods and people between
post-disengagement Gaza and Israel and the West Bank, brokered
by Condoleezza Rice, has been far from implemented. In
blocking passage from Gaza and
temporarily closing the Karni crossing, Israel was no doubt
acting in what it saw, however narrowly, as its own security
interests. That the US and the EU let
it happen without a breath of criticism was hardly helpful to
Mr Abbas or Fatah.
In the 1990s, the head of
the Shin Bet is supposed to have warned Israeli ministers that
"whoever does not want Arafat gets Hamas". Substitute Mr Abbas
for Arafat, and it's a message the West, and
Israel, would have
done well to remember.
The
dilemma for Hamas is how it accepts political responsibility
that it can hardly run away from after a scale of victory it
did not itself anticipate. How, for example, does it live
with, much less pay, more than 100,000 PA employees mostly
loyal to Fatah? The dilemma for the West is that if it fulfils
its threats to cut funds from a Hamas-dominated PA it may
further destabilise the region. The nightmare scenario is that
Hamas is forced to turn to Iran for help, whose pariah
President, Mahmoud Ahmadinejad met Hamas's exiled leader
Khaled Mashaal in Damascus last week.
The
conventional wisdom in those capitals, of course, will be that
Hamas's victory - in an election rightly commended as clean by
international observers - is an unmitigated disaster. It could
precipitate a swing to the right in Israeli politics, which
would carry Benjamin Netanyahu to victory. But the Israeli
public's clear preference for unilateral withdrawals from the
West Bank, envisaged by the
centre, may survive even this momentous shock.
Mr
Netanyahu said the result of the election was the creation of
" Hamastan" and blamed Gaza disengagement for
Hamas's victory.
Yet
other scenarios are possible. Hamas's eagerness to form a
coalition with Fatah does not suggest that it is immune to the
possibility of negotiations.
Among serious voices in Israel
questioning whether Hamas's electoral success did not have a
positive side, the political scientist Professor Yaron Ezrahi
suggested a scenario in which Hamas moderates its platform -
as the PLO eventually did - as a price for adopting politics.
Pointing out that an agreement made with Hamas would have more
credibility because of "its power over the [Palestinian]
street, he said: "Because it has the opportunity to secure an
Arab Muslim state it could be that Hamas will be a spearhead
of a shift from violence to moderation and politics because it
can show such a course makes gains."
Ahead of an election no Israeli
politician is likely to suggest such a benign scenario, with
global as well as regional implications. But the fact that
Hamas's victory can be talked of even in Israel as both
hopeful and catastrophic is a sign of just how unpredictable
is the tectonic shift triggered by one million Palestinians in
the polling stations on Tuesday.
'People are looking for a
change'
*
Ilias Jubran, 60, a Christian who runs an alcohol wholesale
company in Ramallah: "I do not know what to do. We will have
to emigrate. It is against Hamas's principles [to allow
alcohol]."
*
Muhammad Rahal, 40, a militant in the al-Aqsa Martyrs'
Brigades, who is wanted by Israel: "The
Palestinian people are punishing Fatah because Fatah did not
honour those who fought for it.Moderation does not bring them
any result and they think extremism might bring some hope."
Tayseer Nasrallah, 44, member of the
Palestine National Council and Fatah leader in Nablus:
"This is an earthquake. People are looking for a change. Fatah
is paying the price for its negligence of its own people."
*
Nuha, 33, sitting with her mother and four children in a
Ramallah restaurant: "Of course I voted for Hamas. Why not try
them? We need a change."
*
Asaad Ghazali, a plumber from East
Jerusalem: "This is a reaction to the failure of
the Palestinian Authority. It is not a reflection of people's
convictions. Hamas is not better than Fatah. Hamas has no
programme."
World
opinion
ISRAEL
Israel will not
deal with Hamas until it renounces violence and its commitment
to eliminating the Jewish state. Senior figures from President
Moshe Katsav to Shimon Peres, pictured, have said if Hamas
fulfilled these conditions, they would be willing to negotiate
with it. But President Katsav said Hamas was a dangerous
element "which has continued to preach for terrorism", and it
was unjustified for armed groups to take part in the vote. Mr
Peres said Hamas would have to run the Palestinian Authority
with reduced international aid.
EUROPEAN UNION
European leaders urged Hamas to
renounce violence and recognise Israel's right to
exist, or risk international isolation and the loss ofaid. The
Hamas victory presents acute problems for the EU. The group's
military wing is regarded as a terrorist organisation. The
Foreign Secretary, Jack Straw, pictured, said: "Hamas has to
understand that with democracy goes renunciation of violence.
It is up to Hamas to choose." The EU member states and the
European Commission spend about £340m each year in the
region.
UNITED
STATES
Hamas's victory has brought into
conflict the two guiding principles of President George Bush,
right, in his approach to the Middle
East: his refusal to countenance terrorism, and
his desire to promote democracy across the region. Mr Bush
yesterday left the door open to working with Hamas, on
condition that it forswore terrorism and formally acknowledged
Israel's right to
exist. He hailed the results as "a wake-up call" to the
Palestinian leadership and proof that "the people weren't
happy with the status quo".
حول فوز حماس وفعلالتحدي
د. عزمي بشارة
عضو البرلمان
الإسرائيلي "الكنيست"، رئيس التجمع الوطني
الديمقراطي-
الناصرة
1/26/2006
لم
يتضح حتى كتابة هذا المقال بدقة حجم فوز حركةحماس
عدديا، ولكن تتداعى إلى الذهن بشكل سريع مع هذا الفوز في المجلس
التشريعيالفلسطيني
الأفكار التالية:
1-
التدخل
الأميركي الإسرائيلي ضد حماس وتهديدالمجتمع
الفلسطيني بعواقب انتخابها، جلب على أصحابه نتائج عكسية. هذا لا
يعني أنقوة
حماس مؤلفة من رد فعل على السياسات الإسرائيلية والأميركية فحسب،
فقوتها نابعةمن
عناصر عديدة أهمها قواعدها الاجتماعية ومؤسساتها واستنادها في
بعض الحالات إلىبنى
أهلية تقليدية وغيرها، وثانيها نهج المقاومة الذي اتبعته منذ
الانتفاضة الأولى،وثالثها
وليس أقلها أهمية الخطاب الإسلامي. ولكن إذا كانت حركة حماس تشكل
قوةرئيسية
على الساحة الفلسطينية فقد ازدادت نفوذا انتخابيا بفعل تحويل
إسرائيلوأميركا
الانتخابات إلى تحدي إرادات، أو إلى فعل إرادة. وإذا كان ناخب
فلسطيني بالغيريد
أن يصوت لحماس، فقد أضيف إليه بالغ آخر يصوت لها ضد أميركا
وإسرائيل. وفيالأمر
عبرة إقليمية لا تقتصر على فلسطين وحدها. قد تستفيد الولايات
المتحدة لو كانعلى
رأسها رأس يفكر من هذا الدرس عبرا
لقد
هددت أميركا وإسرائيل الشعب الفلسطيني بالويلوالثبور
وعظائم الأمور إذا حازت حماس على غالبية مقاعد المجلس التشريعي،
وانضمإليهما
الاتحاد الأوروبي. وفي نظام سياسي اجتماعي نمَّى اقتصادا طفيليا
وغذَّىعقلية
تسولٍ قامت أوروبا بمخاطبة جيوب بعض الناس وبطون بعضهم الآخر
بالتهديد بقطعالمساعدات
المالية. وفي ظل هيمنة نهج وثقافة سياسيين يرهنان المصير
السياسيالفلسطيني
بالإستراتيجية الأميركية، هددت أميركا بقطع أي اتصال سياسي مع
السلطةباعتبار
حماس حركة إرهابية. وفي ظروف احتلال هددت قوة الاحتلال بأنها لن
تعترفبالنتائج
واتخذت إجراءات تبدأ بالإعتقال وتنتهي بالإغتيال .
في
هذه الظروف ينقسم التصويت لحماس إلى تصويت لأنهاحماس،
وتصويت ضد العناصر الثلاث المذكورة أعلاه، وهذه ال"لا" هي شهادة
شرف للشعبالفلسطيني.
وهي لا تنقص من قدر الفائز في الانتخابات، فهذا النفي، هذه
الممانعة هيجزء
من قوته.
وهي
شهادة شرف لأن الشعب والمجتمع الفلسطيني يعيش فيسياق
عربي ما أن يسمع فيه رئيس أو زعيم أو ملك حتى تلميحا أميركيا
غاضبا، في مقابلةمع
وزيرة الخارجية الأميركية، ناهيك عن الرئيس الأميركي، حتى ترتعد
فرائصه ويقومبجولة
عربية يخوّف فيها بقية الزعماء العرب.
في
هذه الظروف تسنح فرصة للشعب الواقع تحت الإحتلالأن
يقول موقفه. ومع أن الفرصة سنحت والإنتخابات نظمت لأسباب ودوافع
لم يخترها هوإلا
أنه يستغل الفرصة ليقول لا لأميركا وإسرائيل، فيحرج الزعامات
العربية ويحثهاعلى
بعض الثقة بالنفس، فلا مبرر لتضاؤل إرادة هذه القيادات السياسية
العربية إلىدرجة
الذوبان أمام إملاءات الولايات المتحدة. يقول الشعب الفلسطيني
وتقول الشعوبالعربية،
لو سنحت لها نفس الفرصة، لقياداتها لزعاماتها: ليست أميركا كلية
القدرة ياناس،
أستغفر الله العظيم يا رب.
2
جرت
الإنتخابات بعد تجربة لـ"فتح" في السلطة
دامتعشر
سنوات. والسلطة الفلسطينية تحت الإحتلال ليست ولم تكن ذات سيادة،
ولن تصبح ذاتسيادة
بمجرد أن انتخبت حماس. ويخطئ من يتوهم أنه بانتخاب حماس ستزول
منغصاتإحتلالية
يومية جعلته ينقم على الإحتلال والسلطة سوية.
ومن
أثر وجود فتح في السلطة الفلسطينية تعرضها لأزمةهوية
ما بين سلطة لم تصبح دولة وحركة تحرر وطني لم تحافظ على ثقافة
وسلوكيات حركاتالتحرر
الوطني، وانعكست تلك على رزمة من السلوكيّات. وتشمل هذه الرزمة
فجوة بينالخطاب
والممارسة تحول خطاب التحرر إلى كاريكاتير وإلى نكتة في ثقافة
الشارعالفلسطيني
تتناول زمرة من رجالات السلطة صبغوا بلونهم حركة تاريخية تعج
بالمناضلينوالشرفاء.
وحتى حركات الإصلاح داخل السلطة والحركة لم تنج من تلويث نفس
الرجالاتلها
إذ حولوها إلى حركات تستخدم في الصراع على السلطة بين نفس
الرجالات. لقد أحبطوامحاولات
إصلاح قام بها شرفاء من شباب الحركة الميدانيين إذ حولوها إلى
مدد وجيوشاحتياط
في صراعاتهم الداخلية على كعكة السلطة الضامرة التي تأملوا أن
تسمنبالمساعدات
الأجنبية بعد وفاة عرفات، أو استشهاده والله أعلم.
إقترع
الشعب الفلسطيني ضد هذه السلوكيات وضد هذهالثقافة
التي حشرت بين الإستقالة من التحرر الوطني واللهاث وراء الدولة
دون دولة،أو
وراء الدولة دون أي مضمون من ثوابت العدالة والإنصاف سوى الدولة.
ولكن قبل أننسارع
إلى الإستنتاج لا بد أن نذكر أن حركة حماس لم تجرَّب في إدارة
المجتمعوالسلطة.
ولا ندري إذا كانت ستجرؤ على اقتحام هذه التجربة من خلال أغلبية
في المجلسالتشريعي
تمكنها من تشكيل حكومة فلسطينية. ولا ينم هذا التردد عن نقص في
الشجاعة بلعن
تناقض بين سياسة ونهج أيديولوجية حماس التي أوصلتها إلى الأغلبية
التشريعية وبينالوجود
في سلطة تنفيذية مرتبطة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها في علاقات
تنسيق وغيرهمع
إسرائيل وأميركا وأوروبا يصل إلى حد التواجد الرسمي للمخابرات
الأميركية في بعضالمواقع.
ليس
هنالك ما هو فاسد في جوهر الناس الذين كانوا فيالسلطة
وفي قيادة منظمة التحرير، ولكن المفسد والفاسد هو الواقع الممتد
من العملعلى
هوامش الأنظمة العربية إلى العمل على هامش النظام الإسرائيلي
الأميركي. وكل منيضع
نفسه في مكان هؤلاء سيفسد هو الآخر. إذا لم تكن حماس قادرة على
ولوج عالمالسلطة
التنفيذية تحت الإحتلال دون أن تتغير فليس أمامها إلا خيارين :
ألخيار الأولهو
حل السلطة وتغيير واقع وجود سلطة أصلا، وهو خيار قد يؤدي إلى
فوضى تخلق فراغايمكن
الأجهزة الأمنية من ملئه دون أخذ الخيار الديمقراطي بعين
الاعتبار، أو يتمثلالخيار
الثاني بأن تطرح حماس ما سبق وطرحناه سابقا وهو قيادة وطنية
موحدة تتحكمبإستراتيجية
المفاوضات يشكلها المجلس التشريعي وسلطة تنفيذية من مهنيين تدير
شؤونالمجتمع
وليس لها صلاحية التفاوض ولا تقديم التنازلات.
سوف
تنشأ على الأرض الفلسطينية حالة سياسية معقدةجدا،
إذا أخذ بعين الإعتبار تعقيدات نشوء السلطة ووظائفها. خذ مثلا
وحيدا هو علاقةالأغلبية
البرلمانية لو تحولت إلى حكومة بالأجهزة الأمنية وتدريبها ودورها
ومصادرتمويلها
ناهيك عن موقفها من المقاومة وممارسة هذا الموقف. يحتاج هذا
التعقيد بحدذاته
إلى قيادة وطنية موحدة. كما يحتاج الإصلاح الداخلي لحركة فتح أن
تنضم هذهالأخيرة
إلى مثل هذا الطرح وعلى هذا الخيار الذي يحررها من أزمة
الهوية.
3-
3-
ربما
يدعي البعض أنه لـ"فتح" وغيرها من القوىأغلبية
عددية على الأرض. ولكن القوة الكامنة على الأرض ليست هي
الإنتخابية. الورقةالانتخابية
هي القوة المنظمة القادرة على جلب الأصوات إلى صناديق الاقتراع.
وقدتستغل
في ذلك تناقضات وصراعات وشلل وفوضى عند قوة أكبر منها منعتها من
العمل. لاأحد
يحسب الأعذار والأسباب عند عد الأصوات. فالعدد غير المنظم هو ليس
عدداانتخابيا.
وهو بذلك لا يشكل قوة ديمقراطية للأسف. القوة الديمقراطية هي قوة
منظمة،أو
بكلمات أخرى التنظيم هو قوة لأنه يترجم إلى عدد. ويخشى الناس في
بعض الدولالعربية
أن تجلب الانتخابات أغلبية للإسلاميين في الصناديق ليس دائما
لأنهمالأغلبية
بل لأنهم أيضا الأكثر تنظيما. وما على هؤلاء بدل أن يتذمروا إلا
أن يحسنواتنظيم
أنفسهم.
4-
لقد
نشأ وضع سياسي فلسطيني جديد من ركائزه أغلبيةفلسطينية
منتخبة ترفض مسلسل التراجع أمام الإملاءات
الإسرائيلية.
ويجب
أن نرى هذا الإنجاز على خلفية عشرة أعوام منمحاولات
ناجحة نسبيا قامت بها السلطة الفلسطينية لتهميش منظمة التحرير
الفلسطينيةوتغييب
أي مرجعية فوق السلطة الفلسطينية في شؤون التفاوض والثوابت
الوطنيةالفلسطينية.
هكذا ضعف تمثيل الشعب الفلسطيني في الشتات وضعفت عناصر التحرير
وحقالعودة
في الأيديولوجية السياسية الفلسطينية. ولكن من لم يرغب بمنظمة
التحرير فيالخارج
نال حماس في الداخل، وفي داخل المجلس التشريعي حصرا ولم يعد
التفاوض ممكنادون
مرجعيات وثوابت. وقد قال الشعب الفلسطيني كلمته في هذه
الإنتخابات أنه لا يريدمفاوضات
غير ملتزمة ولا ملزمة بثوابت.
وكنت
أتوقع أن تضرب حركة فتح الآن كفا بكف أسفا علىتهميش
دور منظمة التحرير، ولكني لم أتوقع أن يتم ذلك بهذه السرعة. فجأة
يتذكرونالمجلس
الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية.
5-
لا
شك أن حزب الليكود سيدعي الآن في الإنتخاباتالإسرائيلية
أن الشعب الفلسطيني قد اختار طريقا معاديا للسلام وأن الرد يجب
أن يكونبالتصويت
لمن لم يثق أصلا برغبة الفلسطينيين بالسلام ولديه الرد المناسب
على هذاالعناد
الفلسطيني. وسوف يدعي أقطاب حزب "كديما" الجديد أن هذا الخيار
الفلسطيني سوفيعمق
لديهم النزعة لفك الإرتباط من طرف واحد دون تفاوض وأن هذا هو
الرد الذي أعدهشارون
لوجود قيادة فلسطينية لا تقبل بالإملاءات الإسرائيلية، وبالتالي
سيحاول هؤلاءالإستفادة
من هذا الخيار الفلسطيني لزيادة تفهم الرأي العام لخطوات
إسرائيلية منطرف
واحد. أما حزب العمل فسوف يؤكد على الشروط الملزمة لأي طرف في
السلطة ليكونمؤهلا
للتفاوض مع إسرائيل.
كل
هذا ليس مهما، ولو اختار الشعب الفلسطيني حتىطرفا
سياسيا يقبل بالإملاءات الإسرائيلية، فكل ما كان سيكون هو إعلان
القوىالإسرائيلية
أعلاه عن انتصار السياسة الإسرائيلية وعن توفر ظروف لإملاء
سياستها "بتفاهم"
مع الفلسطينيين. رد الفعل الإسرائيلي ليس هو الأساس بل ما
يريدهالفلسطينيون.
الأساس
هو بلورة إجماع فلسطيني يتمسك بالعدالة أساساللحل
ويرفض اعتبار الحجج الديموغرافية الإسرائيلية أساسا له إن كان
ذلك عند الليكودأو
كديما أو العمل.
الأساس
أيضا أن تدرك حركة حماس أن قواعد اللعبةالديمقراطية
التي مكنتها من تحقيق الأغلبية تستند فيما تستند أيضا إلى قيم
تشملالحريات
الشخصية وحقوق الأفراد في اختيار مسار حياتهم وحقوق المواطنة
وعدم الإكراهفي
الدين.