JPR87
المقاومة
الإسلامية تستهجن تهديد فتح بنقل الفتنة إلى الساحة
الأردنية
الأردن
يرفض أن يتحول إلى ساحة اقتتال بين حركتي "فتح"
و"حماس"
ـ
وضع الإمكانات العسكرية في الأردن تحت تصرف عباس والضباط
والكوادر الحركية يحذرون من التيار المتصهين
14/1/2007
عمان
ـ شاكر
الجوهري:
رفض
ناصر جودة الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية تحول الأردن إلى
ساحة للإقتتال بين الفصائل الفلسطينية، فيما وجه اعضاء وكوادر
وضباط حركة "فتح" في الخارج انتقادات مريرة للعقيد محمد دحلان
وخطابه التهديدي الأخير بتوسعة شقة الإقتتال الفلسطيني ـ
الفلسطيني، ووصفوا حركة "فتح" في ذكرى انطلاقتها الثانية
والأربعين بأنها "حركة مغتصبة وبريئة من عصبة المفسدين في
الأرض". وهددوا في بيان اصدروه الأحد وحصلت "الحقيقة الدولية"
على نسخة منه، بتسمية الأشياء بمسمياتها في حالة تم اشعال حرب
اهلية، وكشف المسؤولين عنها والمحرضين عليها والداعين إليها،
فيما استهجنت حركة "حماس" تهديد حركة "فتح" بنقل الفتنة إلى
الساحة الأردنية، مشيرة بذلك إلى بيان صدر عن "قيادة حركة فتح في
اقليم الأردن".
الوزير
جودة قال في مؤتمره الصحفي أمس (الإثنين) تعقيبا على بيانين
متبادلين بين حركتي "فتح" و "حماس".."الأردن ليس ساحة اقتتال لأي
كان". وقال "لم أرى البيانين المتبادلين، ولا أنا مطلع عليهما،
لكن الأردن ليس ساحة اقتتال لأي كان".
وكانت
حركة "حماس" اصدرت بيانا صحفيا حمل عنوان "والفتنة أشد من القتل"
قال "ببالغ
الإستهجان والإستغراب، تابعنا البيان المؤسف الذي اصدرته اللجنة
الحركية العليا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الساحة
الأردنية بتاريخ يوم الأحد 7/1/2007"، واشار إلى أن "حماس" تمهلت
في التعليق عليه، "حتى نتأكد من حقيقة الجهة التي تقف وراء
اصداره". واضاف "فلمّا تبيّن لنا أن قيادة حركة فتح في (إقليم
الأردن)، التي أُعيد تشكيلها مؤخراً برئاسة "المشبوه" المدعو
"يونس الرجوب" هي وراء إصدار هذا البيان، رأينا أنه لا يمكن
تجاهل الأمر، لاسيما أنّ البيان حمل معانٍ
خطيرة، ودلالات سيئة، أهمّها أنه يهدّد بتحويل الأردن إلى
ساحة للمواجهات الدموية، وتصفية الحسابات، وينقل "الفتنة" التي
اشعلها رفاقهم من التيار الاستئصالي في حركة "فتح" في الأراضي
الفلسطينية المحتلة، إلى الأراضي الأردنية".واضافت
"حماس".."إنّ ما نقوله ليس تفسيراً لكلام مبهم، أو غامض، يمكن
تأويله، وإنّما هو كلام واضح، حيث جاء في البيان المذكور أنّ
حركة "فتح" في الساحة الأردنية تضع امكاناتها وقدراتها
التنظيمية، والإجتماعية، والثقافية، والأكاديمية، والإقتصادية،
والعسكرية(؟!)، تحت تصرف القائد العام محمود
عباس"...
واعتبرت "حماس" أنه ليس
مقصودا "بالطبع مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم، وإنما مواجهة
أبناء جلدتهم تحت عناوين مختلفة!!". وقالت "حماس" في بيانها
"نعم، من الأردن، تعلن حركة "فتح" أنها مستعدة للمواجهة الشاملة،
ومنها العسكرية مع أبناء شعبها، أمّا كيف يمكن أن يتمّ ذلك، فهذا
لغز يبدو أن الحكومة الأردنية تملك مفتاحه أو
سرّه؟!".
وختمت
"حماس" بيانها بالقول "إنّنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
إذ ندين بشدّة ما ورد في هذا البيان، فإننا نطالب الشعب الأردني
الأبيّ بقواه الحيّة، التصدي لهذه الزمرة الإجرامية، والفاسدة،
والحاقدة، التي تريد أن تشعل فتنة نائمة في الأردن، فلعن الله
الذين يريدون إيقاظها".
بيان
ضباط وكوادر "فتح"
البيان
الذي اصدره اعضاء وكوادر وضباط حركة "فتح" في الخارج، وجه إلى
الأمتين العربية والإسلامية في شتى بقاع الأرض، أشار إلى
الصراعات التي كانت تحث سابقا بين الفصائل الفلسطينية، وكيف كانت
تنتهي بسرعة عبر الوسطاء قائلا "كنا نتصارع فيما بيننا سياسيا
وأيديولوجيا في شتى الساحات وبين الحين والحين تنشب بيننا
احتكاكات مسلحة سرعان ما تتدخل قياداتنا في كل الفصائل
الفلسطينية والمحلية والوطنية والعربية ويتدخل الخيرين من هذه
الأمة والغيورين على مصالحها والآملين في استمرار الثورة والكفاح
والحريصين على وحدة البندقية وتوجيهها الاتجاه الصحيح فتقع
محاصرة الفتنة ووأدها على الفور وبأقل
الضحايا".
واعتبر
البيان "أن ما يحدث هو بفعل التدخل في الشأن الفلسطيني الذي أضحى
مرتعا لكل القوى الخارجية من الولايات المتحدة وإسرائيل وحتى،
وللأسف، من قبل دول عربية". وقال "مع ذلك فالمشكلة فينا نحن، حيث
وجدت اسرائيل والولايات المتحدة من قبلوا الدنية منا وقدموا
مصالحهم على مصالح شعبهم وامتهم وعقيدتهم وعملوا بموجب توجيهات
اعدائهم ونصائحهم. وها أنتم ترون الناعقين يملؤون الفضائيات صباح
مساء لا يلوون على شيء إلا إثارة الفتنة والتحريض والكذب وقلب
الحقائق".."وهم أنفسهم الذين يستخفون بالشعب الفلسطيني ويسخرون
حتى من عقيدته، فتراهم يتطاولون على الذات الإلهية حينا ويحقرون
من كتاب الله حينا آخر".
وقال
البيان "ترى، هل هؤلاء اللصوص الفاسدين المارقين في التاريخ أحرص
على مصالح الشعب الفلسطيني من الكتاب والعلماء والفقهاء
والمجاهدين والمناضلين والوجهاء وقادة المجتمع والمؤسسات والطلبة
وأهلنا وإخوتنا؟ وهل يدرك هؤلاء أن الشعب الفلسطيني وأشقائه
سيصفحون عنهم في يوم ما؟ ولنسأل هؤلاء: فبأي حق تهددون بالحرب؟
ولمن توجهون سلاحكم؟ ومن الذي اعطاكم الحق بوضع اليد على الزناد
ورد الصاع صاعين؟ (في اشارة إلى الخطاب الأخير لمحمد
دحلان)".."ألم تعلموا أن السنتكم كان من الممكن أن تقطع لو أطلقت
مثل هذه التهديدات في حياة الشهيد القائد أبو عمار؟ فهل فعلها
قبلكم؟ وهل فعلها الشيخ أحمد ياسين؟ وهل فعلها أبو علي مصطفى؟
وهل فعلها فتحي الشقاقي؟ وهل فعلها شريف في هذه
الأمة؟".
تهديدات
للجنة المركزية
وقال
البيان "إننا نعلم علم اليقين بتهديداتكم لبعض أعضاء اللجنة
المركزية للحركة بوجوب تخليهم عن مسؤولياتهم في غضون بضعة اسابيع
بحجة الضغوط الأميركية المزعومة ومحاولة الهيمنة على الحركة.
ونعلم أن دوركم يتلخص بوراثة الحركة، بل وبالإنقلاب عليها فكرا
وتاريخا ونضالا ودماء والطعن فيها وفي شرفها مرات ومرات،
وبالتطاول على رموزها وقادتها ومجاهديها وشهدائها، والسخرية حتى
من رمزها وكبير شهدائها الأخ أبو عمار الذي تتباكون عليه الآن
وتتمسحون به بنفاق عز نظيره ونحن نعلم دوركم القذر في التطاول
عليه ومحاصرته وإذلاله".
وخاطب
البيان الشعب الفلسطيني قائلا "يا شعبنا الصابر المحتسب إعلم أن
الله يمهل ولا يهمل، وأن هذه القضية المقدسة لن تنال منها
المؤامرات ولا فلول المهزومين ولا طوابير العمالة والخيانة ولا
رؤوس الفتنة والفلتان ولا البغاة ولا الطغاة ولا سرائيل ولا
الولايات المتحدة الأميركية. واعلم يا شعبنا العظيم أن هناك عيون
لا تنام وضمائر حية ومجاهدين ومقاتلين وأبطال يعز عليهم المساس
بالدم الحرام، وحتى أننا نبشركم، بعون الله وتوفيقه وتدبيره، بأن
المؤامرة على اراقة الدم الحرام في طريقها إلى الفشل إن لم تكن
قد فشلت فعلا".
وبعد
أن أهاب "بإخوتنا في الحركة ألا يلتزموا بأي قرار مارق أو دعوة
فاجرة كي لا ننزلق إلى ما لا تحمد عقباه في الدنيا
والآخرة"، ناشد
البيان كل الفصائل الفلسطينية "أن تنزل إلى الشوارع لمنع
الإقتتال وتفويت الفرصة على الساعين إلى الفتنة وإعمال القتل بين
الأخ وأخيه"، وخاطب الشعب الفلسطيني "الصابر المحتسب".."إعلم أن
الله يمهل ولا يهمل، وأن هذه القضية المقدسة لن تنال منها
المؤامرات ولا فلول المهزومين ولا طوابير العمالة والخيانة ولا
رؤوس الفتنة والفلتان ولا البغاة ولا الطغاة ولا اسرائيل ولا
الولايات المتحدة الأميركية. واعلم يا شعبنا العظيم أن هناك عيون
لا تنام وضمائر حية ومجاهدين ومقاتلين وأبطال يعز عليهم المساس
بالدم الحرام، وحتى أننا نبشركم، بعون الله وتوفيقه وتدبيره، بأن
المؤامرة على اراقة الدم الحرام في طريقها إلى الفشل إن لم تكن
قد فشلت فعلا".
وثمن
البيان "وقفة عقلاء شعبنا ممن اعلنوا ادانتهم واستنكارهم لما
يجري من تحشيد على المواجهة واعتصموا احتجاجا"..و"موقف اهالينا
في المدن الفلسطينية والمخيمات والقرى"..و"وقفة اخواننا وأهلنا
في مدينة خليل الرحمن الأبية الصامدة العصية على الفتنة والكسر"،
و"وقفة بعض الأخوة في الأجهزة الأمنية ممن تبرأوا من خطاب الفتنة
ونشد على اياديهم وندعوهم إلى بذل المزيد من الجهود لعزل فئة
القتل والفتنة ممن يعرفهم القاصي والداني".
تحذير
من التيار المتصهين
وأكد
البيان على ما يلي:
أولا:
رفض الاقتتال بأية ذريعة كانت ولأي سبب كان مثلما نرفض التحشيد
والتحريض والاصطفافات والفرز ضمن أية قوة أو فيما بين القوى على
ارضية ما نعتبره خلافا سياسيا وعصبوية تنظيمية بغيضة ومقيتة
ومدمرة.
ثانيا:
وقف كافة الحملات الإعلامية والدس وتثوير الناس وتحريضهم من أية
جهة كانت. ولجم ما بات يعرف بصيادي المكافئات المأجورين ممن
يعتلون المنابر الإعلامية وما يسمى بالناعقين الرسميين كي لا
يبثوا سمومهم وفتنهم.
ثالثا:
وقف عصابات الفلتان الأمني والترصد والقتل والعملاء ودعوة القوى
والفصائل والشخصيات الوطنية الفاعلة والعائلات والعشائر إلى
التشهير بكل من يعبث بحقوق الناس وممتلكاتهم وتهديدهم وابتزازهم
والإعتداء عليهم.
رابعا: الإنتباه
والحذر الشديد من الطابور الخامس الذي تديره اسرائيل والذي قد
يتوجه بتعليمات من الإحتلال إلى تفجير الموقف لتمهيد الطريق
أمام الجناح المتصهين في حركتنا، وعليه نطالب بالتروي
والتحقيق في كل حادثة كبيرة أو صغيرة.
خامسا: إننا نعلن بصريح
العبارة، ونبرئ ذمتنا أمام الله والتاريخ والناس اجمعين أن حركة
"فتح" اليوم هي حركة مغتصبة في كيانها وتاريخها وشهدائها وأسراها
وجرحاها ومقاتليها وشرفائها وأنصارها ومحبيها وأبطالها؛ وأنه إذا
ما وقعت، لا قدر الله، الحرب التي يحاول اشعالها رؤوس الفتنة
فسنعمد إلى تسمية الأسماء بمسمياتها؛ وسنكشف المسؤولين عنها
والمحرضين عليها والداعين إليها، بل إننا سنكشف كل ما لدينا من
وثائق ومعلومات؛ وسنقول أنه من حق الشعب الفلسطيني حينها ملاحقة
كل من عبث بقضيته ودمه ومصيره، وحينها لن يفلت رؤوس الفتنة ولا
احفادهم من اللعنة والملاحقة والعقاب.
انتقد
مواربة استقبال مشعل لخالد سلام
القدومي:
تهديدات دحلان لـ "حماس" لا تمثل موقف "فتح"
ـ
مراقبون في عمان يرون أن الظروف الدولية والإقليمية تتجه لإحياء
مطلب سوريا بترابط وتزامن المسارات
15/1/2007
عمان
ـ شاكر
الجوهري:
وجه
فاروق القدومي وأعضاء آخرون في اللجنة المركزية لحركة "فتح"
انتقادات عنيفة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حين تحدث
القدومي عنه بإيجابية في تصريحات صحفية نشرت في العاصمة
الأردنية.
القدومي
وصل عمان في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضي، بعد أن تم تسليم
مفتاح بيت الضيافة الذي ينزل فيه لعمر الشكعة مدير عام الدائرة
السياسية لمنظمة التحرير في الأردن. وكان عطا خيري قام بإغلاق
الأبواب الخارجية للعمارة التي يقع فيها بيت الضيافة في 16 كانون
أول/ديسمبر الماضي بناء على أمر تلقاه بالهاتف من محمود عباس بعد
ظهور القدومي في مؤتمر صحفي مشترك بدمشق مع خالد مشعل رئيس
المكتب السياسي لحركة "حماس" وقادة فصائل فلسطينية أخرى اعترضوا
فيه على قرار اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة. كما قرر
عباس اغلاق مكتب الدائرة السياسية في عمان.
المفتاح
تسلمه الشكعة من السفير الفلسطيني بناء على طلب من جهة رسمية
اردنية، اشتكى الشكعة لها، وابلغته ترحيب الأردن بالقدومي في أي
وقت يشاء.
صباح
السبت زار سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني القدومي في
مقر اقامته، وكذلك اللواء محمد جهاد، وكلاهما عضو في اللجنة
المركزية التي يشغل القدومي أمانة سرها. وتصادف وجود عباس
والقدومي في عمان يوم السبت الماضي، غير أن أيا منهما لم يبادر
للإتصال بالآخر، كما أن عباس لم يتصل بالزعنون..ما أثار غضب
القدومي والزعنون وجهاد، كما تجلى ذلك في اللقاء الذي عقدوه في
مقر رئاسة المجلس الوطني يوم أمس الأول الأحد. وزاد من الحنق
والغضب لديهم أن عباس اصطحب معه في اللقاء الذي اجراه مع العاهل
الأردني كلا من العقيد محمد دحلان عضو المجلس التشريعي، الذي
يجاهر بشتمه القدومي وأعضاء اللجنة المركزية، والدكتور صائب
عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية من دون
القادة الثلاثة الأعلى مرتبة تنظيمية.
لقاء
مفتوح
في
لقاء مفتوح شارك فيه عدد من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني قال
القدومي إن اللجنة المركزية للحركة مع التوافق والوحدة الوطنية،
وضد الحرب الأهلية الفلسطينية. وأكد أن الخطاب الذي القاه دحلان
في احتفال اقامته حركة "فتح" في قطاع غزة في الذكرى الثانية
والأربعين لانطلاقتها، ووجه فيه تهديدات عسكرية لحركة "حماس"
وقيادتها لا يمثل الحركة من قريب أو بعيد. وأن الكلمة التي
القاها الطيب عبد الرحيم عضو اللجنة المركزية في ذات المهرجان،
وركز فيها على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، هي التي تمثل
موقف الحركة.
وأثنى
القدومي على البيان الذي اصدرته الفصائل الفلسطينية ضد الإقتتال
الداخلي، واعتبره يمثل الخط الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وثمن موقفي حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي وقرارهم الدخول إلى
عضوية منظمة التحرير الفلسطينية. وقال يجب أن يدخلوا لعضوية
المنظمة. وكشف القدومي عن أنه لم يتم بعد تحديد موعد زيارة من
المقرر أن يقوم بها محمود عباس للعاصمة السورية. واشار إلى أنه
لا حل سياسيا للصراع مع اسرائيل دون توافق مع
سوريا.
ويرى
مراقبون في العاصمة الأردنية أن تطورات الأحداث الدولية
والإقليمية تدفع الآن باتجاه إحياء مطلب سوري قديم يقضي بترابط
وتزامن المسارات التفاوضية، وهو ما كان يصر عليه الرئيس السوري
السابق حافظ الأسد، وكان يرفضه الرئيس الفلسطيني السابق ياسر
عرفات، ما أدى إلى عرقلة تلبية عرفات دعوة سورية لزيارة
دمشق.
لقاء
مغلق
أما
في اللقاء الذي جمع الأعضاء الثلاثة في اللجنة المركزية، فقد
تباروا في توجيه أعنف النقد لعباس، وتساءلوا أين نحن من تحركات
عباس..لقد تجاهل وجودنا نحن الثلاثة ولم يتصل بنا، ولم يصطحب أيا
منا للقاء الملك، وأحدنا رئيس الشرعية الفلسطينية (الزعنون) وآخر
(القدومي) أمين سر الحركة ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة
التحرير، والثالث (جهاد) أحد أبرز القادة العسكريين للحركة. كما
تجاهل وجود عشرة من أعضاء المجلس الثوري للحركة في عمان. وقال
الزعنون إن عباس يتجنح في تصرفاته، وهو يصطحب معه فقط من يناصره
ويؤيد خطه السياسي. وأعاد جهاد
إلى
الأذهان أن عباس لا علاقة له بحركة "فتح"، فقد سبق له أن قدم
استقالته من الحركة، وأعلن عبر برنامج في التلفزيون الأردني في
عهد عرفات أنه لا يشرفه البقاء في عضوية هذه الحركة. وأجرى جهاد
اتصالا هاتفيا اثناء اللقاء مع محمد راتب غنيم (ابو ماهر) مفوض
التعبئة التنظيم في الحركة، وعضو لجنتها المركزية المقيم في
تونس، الذي عاود الإنقلاب على عباس بعد خطاب الإنتخابات المبكرة
الذي سخر فيه من الذين "لم يغبروا احذيتهم بتراب الوطن". وكان
عباس يعني بذلك القدومي، إلا أنه اصاب كذلك غنيم. وقد شاطر غنيم
اعضاء اللجنة الثلاثة الآخرين مواقفهم الناقدة
لعباس.
من
جهة أخرى أجرى القدومي اتصالا هاتفيا من عمان مع خالد مشعل في
دمشق أبلغه فيه أن خالد سلام (محمد رشيد) المستشار الإقتصادي
للرئيس السابق عرفات مطلوب له ليحقق معه في قضايا أمنية ومالية.
ووجه القدومي بذلك اشارة بالغة الدلالة لمشعل مفادها كيف تقبل
لنفسك استقبال سلام، وهو كردي عراقي، زار مشعل مؤخرا ومعه زياد
أبو عمرو بتكليف من عباس، وبواسطة مصرية، وذلك اواخر الأسبوع
الماضي، وتباحثا معه في ملفين رئيسين:
الأول:
هجوم "حماس" على دحلان، حيث اعتبراه بمثابة هدر دم لأحد كوادر
"فتح". وقالا لمشعل إن لم تقم "حماس" بقتله، يمكن أن تبادر جهة
أخرى لفعل ذلك بموجب هذه الفتوى، وتحميل دمه لحركة المقاومة
الإسلامية.
الثاني:
تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وخاصة توزيع الحقائب
الوزارية.
وتنفي
المصادر صحة تسريبات صدرت عن سلام لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية
جاء فيها إن "حماس" تنازلت عن الحقائب الوزارية الأساسية، بما في
ذلك وزارات الخارجية والمالية والداخلية مقابل بقاء اسماعيل هنية
رئيسا للوزراء.
التصريحات
العلنية
القدومي
تحدث بلغة شديدة الإختلاف في تصريحات نشرتها له صحيفة
"الدستور" الأردنية
أمس، قال فيها إنه سيبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح اللقاء
المرتقب بين عباس ومشعل, المرتقب عقده في دمشق الأسبوع المقبل
خاصة بعد خطاب أبو مازن الأخير الذي تضمن اشارات واضحة لتحقيق
الوحدة الوطنية بأسرع ما يمكن وحقن الدماء وإدانة من يحرك الفرقة
بين المواطنين والاستعداد للقاء الجميع من أجل الوحدة الوطنية
وتشكيل حكومة وحدة وطنية, والتأكيد على أن منظمة التحرير
الفلسطينية بكل مؤسساتها هي المرجعية السياسية والتشريعية للسلطة
الفلسطينية, وضرورة تفعيلها بأسرع ما يمكن.
وقال
القدومي ان كلمة اسماعيل هنية رئيس الوزراء الأخيرة، التي
استمعنا اليها عبر الفضائيات كانت في نفس الإتجاه. وأضاف سنعمل
من أجل التوصل الى الوحدة الوطنية طبقا للوثيقة الوطنية
والمحددات التي توصل اليها الإخوة في الداخل ومن أجل تسهيل هذه
المهمة, فقد ناشدنا الجامعة العربية والدول العربية للإسهام في
التوصل إلى وفاق وطني فلسطيني.
وأشاد
القدومي بمبادرة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لجمع
الأطراف المعنية في عمان للتوصل لوفاق وطني, وجهود الرئيس المصري
حسني مبارك التي باركتها سوريا والسعودية لإنهاء الخلافات
الداخلية الفلسطينية.
ووصف
القدومي علاقته بالرئيس محمود عباس بالأخوية, وقال لقد تركنا
للأخ الشهيد أبوعمار، وللإخوة في الداخل الفرصة لعلهم
يحققون نتائج من الإتفاقات التي وقعت مع الجانب الإسرائيلي، التي
عارضناها في حينه, وكانت الأغلبية في اللجنة التنفيذية مع
الإتفاق, لكن ثبت في النهاية أن اسرائيل لا تحترم التزاماتها،
ولم تنفذ شيئا منها، بل اعادت احتلال الأراضي التي اعادت
الانتشار فيها.
وقال
إن التجربة اثبتت ان اسرائيل واميركا تريدان السيطرة على الأراضي
الفلسطينية والهيمنة على دول الشرق الاوسط واستمرار احتلال
العراق دون قرار من الأمم المتحدة.
وأشار
القدومي إلى أن الضرورة تقتضي الإسراع في عقد المؤتمر السادس
لحركة "فتح" لحسم الكثير من القضايا وتوحيد الطاقات الفتحاوية
والخطاب السياسي.
وشدد
على المقاومة، وقال إن المرحلة الحالية هي مرحلة استمرار
المقاومة لأن اسرائيل تصادر الأراضي، والشعب يعيش حالة من
المجاعة لأكثر من ثمانية أشهر. واشار إلى أنه يقال أن الخلاف بين
"فتح" و"حماس" هو السبب في استمرار هذه المشاكل الإجتماعية
والوطنية, وقال لقد دعونا في وقت سابق الى ضرورة التوصل لوفاق
وطني بين كبرى الفصائل لكي تتوجه جميع الجهود الفلسطينية إلى
المقاومة لأن فرص التسوية غير موجودة.
ودعا
القدومي إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وقال نحن محاصرون
من قبل اسرائيل والولايات المتحدة, والاتحاد الأوروبي متردد في
الإسهام في ازالة هذا الحصار. وحتى الأموال التي تصل من الدول
العربية لا تزال في عهدة الجامعة العربية, وتحول الرقابة
الأميركية دون وصولها.
وقال
القدومي يجب أن نتنازل لبعضنا البعض، وأن يتم تشكيل حكومة الوحدة
الوطنية بأسرع ما يمكن.
لجنة
قضائية ثلاثية محايدة تحقق في كل الإشتباكات بين
الحركتين
منظمة
المؤتمر الإسلامي تعمل على جمع "حماس" و"فتح" في
جدة
14/1/2007
عمان
ـ شاكر
الجوهري:
كشفت
مصادر موثوقة لـ "الوطن" عن أن منظمة المؤتمر الإسلامي تعمل على
جمع وفدين من حركتي "حماس" و "فتح" في جدة في المملكة العربية
السعودية، وأنها تعمل كذلك على تشكيل لجنة تحقيق قضائية في كل
الإشتباكات الأمنية التي وقعت مؤخرا بين مسلحين ينتمون
للحركتين.
المصادر
كشفت عن أن وفدا من المنظمة برئاسة السفير محمد مهدي رئيس
الدائرة السياسية في المنظمة زار رام الله والتقى محمود عباس
رئيس السلطة الفلسطينية، كما زار دمشق والتقى خالد مشعل رئيس
المكتب السياسي لحركة "حماس" واعضاء في مكتبها السياسي، وذلك
لمتابعة المهمة التي قام بها احسان أكمل الدين اوغلو أمين عام
المنظمة، والبناء على نتائجها.
وقد
توجه مهدي مساء أمس (الأحد) من عمان إلى جدة، وذلك بعد ساعات
قليلة من وصوله العاصمة الأردنية عصر ذات اليوم قادما من رام
الله، ليضع اوغلو في صورة النتائج التي توصل
إليها.
وتقول
المصادر إن وساطة منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تضع السعودية
ثقلها وراءها تحقق تقدما، بالرغم من الخطاب التهديدي لرموز في
حركة "فتح" خاصة محمد دحلان، ومن تراجع "حماس" عن اسناد رئاسة
الحكومة لشخصية أخرى غير اسماعيل هنية، الذي باتت "حماس" تتمسك
به مرشحا وحيدا لتشكيل الحكومة المقبلة، واصرارها على بدء
مفاوضات جديدة دون شروط مسبقة وعدم استئناف المفاوضات من حيث
انهاها عباس.
وأشارت
المصادر شديدة الإطلاع إلى أنه تم التوافق حتى الآن على أن تشكل
حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية من شخصيات تمثل الفصائل
الفلسطينية، وأن لا تشكل من مستقلين، أو شرائح من الكفاءات كما
طالب عباس. ولفتت المصادر إلى أن عباس بدأ يتراجع عن بعض شروطه
التي اعتبرت "تعجيزية"، خشية تطور الأمور باتجاه الحرب الأهلية،
خاصة بعد الخطاب التهديدي الذي القاه محمد دحلان في ذكرى انطلاقة
"فتح"، ولقي اعتراضات من عدد مهم من الدول العربية، لخطورة
انعكاسات هذا الخطاب على أمنها الداخلي.. وتضيف المصادر أن عباس
بدأ يدرك أن دحلان لا يشكل خطرا على "حماس" بقدر ما يشكل، بطموحه
غير المحدود، خطرا على عباس نفسه.
ولذلك،
تؤكد المصادر أن عباس لم يعد في وارد اجراء انتخابات مبكرة رغم
أنه عاد إلى التلويح بها مجددا خلال الأيام القليلة الماضية في
اطار المناورات التفاوضية.
وتؤكد
المصادر أنه في حالة نجحت مهمة مهدي بشكل كامل، فإنه يفترض
التقاء وفدين من الحركتين في جدة في غضون ايام قليلة للتوافق على
تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة.
إلى
ذلك تقول المصادر إن "فتح" وافقت على مطلب "حماس" تشكيل لجنة
تحقيق اسلامية محايدة من قضاة غير فلسطينيين، يقومون بالتحقيق في
كل قضايا الإشتباكات التي وقعت بين الحركتين، وتحمل كل واحدة
منهما الأخرى مسؤولية اشعالها. وتكشف المصادر عن أنه اتفق على
تشكيل اللجنة من ثلاثة قضاة احدهم من مصر والآخر من المغرب،
والثالث من الأردن، علىت أن تبدأ عملها في أسرع وقت ممكن.
فتح تقاوم وحماس لا
تمانع
دولة
فلسطينية مؤقتة تفتح المجال لسيناريو الشراكة الاردنية مع الضفة
الغربية..
تاريخ النشر : Thursday, 18 January
2007
الكلام الامريكي عن دولة
فلسطينية مؤقتة تغطيها خارطة الطريق اصبح نقطة الارتكاز في مجمل
الحوار المتفاعل بين عمان ورام الله تحت العنوان الاشكالي
التاريخي الذي يتضمن الملف العالق باسم مستقبل العلاقة الاردنية
ـ الفلسطينية. هذا الكلام ينزل الآن كعبارة ساحرة لها اكثر من
معني ومدلول ويعني اردنيا وجود ثغرة سياسية وقانونية تسمح في
لحظة ما بحصول دور اردني في الضفة الغربية بات من بين الخيارات
والسيناريوهات غير المرصوفة علي الرف بل يستوطن ذهنية الاحتمالات
عند صانع القرار في المؤسسة الاردنية. نفس الكلام يعني
امريكيا توفير ارضية لاستراتيجية جديدة تنهي المأزق الفلسطيني
الحالي عبر مشروع علاقة من طراز ما بين الشعبين الاردني
والفلسطيني كما يعني امريكيا اطلاق بالونات اختبار في فضاء
المنطقة للاحتكاك بالنوايا ورصد ردود الفعل. اسرائيليا للكلام
معني اخر فهو مازال الحل المنطقي الوحيد المقبول اسرائيليا اما
فتحاويا، فالكلام الامريكي مرفوض وقد عبر الرئيس محمود عباس
بوضوح عن ذلك لان حركة فتح مستعدة للدخول بشراكة سياسية مع
الدولة الاردنية مستقبلا، لكن علي اساس الدور المتكافيء وحماسيا
ـ نسبة الي حماس ـ يتطلب الوضع التنظيمي والاخطار المحدقة
براغماتية من طراز خاص يمكن ان تستدعي في اي وقت موقف حماس
وحلفائها في جماعة الاخوان الاردنية التاريخي الرافض لقرار فك
الارتباط بين الضفة الشرقية والضفة الغربية. اذا وفي
الاستدلال العملي هناك قراءات متعددة يتخللها فهم متعدد لعبارة
الدولة المؤقتة وعمان علي الاقل مع محمود عباس قرءا جيدا هذه
العبارة التي كررتها كوندوليزا رايس الاسبوع الماضي في اكثر من
مناسبة، ورغم وجود قراءات متباينة الا ان المضمون النهائي يقود
الي خلاصة موحدة تتمثل في سيناريو لم يعد مطروحا فقط بقوة وانما
اصبح خطة عمل له علاقة باستثمار وتوظيف نص في خارطة الطريق يتحدث
عن دولة فلسطينية مؤقتة وهو سقف تسمح به حكومة اولمرت
الاسرائيلية الضعيفة علي ان لا يعقبه دولة دائمة وعلي ان تنصهر
دولة فلسطين التي ستعقب المؤقتة في اطار دولة جديدة تتحد او تتفق
علي التوحد والاندماج مع دولة صلبة وقائمة هي
الاردن.
وفي
الطريق يمكن عرض مئات الذرائع والحجج والوقائع الاخلاقية
والانسانية والديموغرافية والمعيشية والامنية التي تسمح بتسويق
مشروع جديد يحسم الجدل الاقليمي حول مستقبل الـعلاقة بين
الاردنيين والفلسطينيين ويحسم معه الصراع العربي ـ الاسرائيلي،
خصوصا وان حماس بنسختها الباراغماتية تتفاعل مع تلاقح الافكار
عبر قبول خالد مشعل الغامض لفكرة دولة فلسطينية علي حدود عام
67. حركة فتح بطبيعة الحال ترصد المشهد ايضا وتقاوم اي
اقتراحات من اي نوع لاندماج سلطتها مع الدولة الاردنية في اطار
اي مشروع دولي واقليمي قبل اقامة الدولة الفلسطينية الدائمة
ومنحها الحق باعلان الاندماج او صيغة ما للاتحاد مع جارتها
الشرقية في الاردن، ولذلك تقاوم فتح وتبدو مستعدة لاثارة
المشكلات في طريق اي مقترحات من هذا النوع. رئيس الوزراء
الاردني معروف البخيت التقط في اكثر من مناسبة كمفاوض وسفير سابق
ومختص بملف اللاجئين ما هو جوهري في المسألة وهو يصادق علي
الرواية التي تشير لان خارطة الطريق تنص علي اقامة دولة مؤقتة،
وذلك لم يكن جديدا في الواقع اما الجديد فهو حضور رايس للمنطقة
واستخدامها لنفس العبارات والمضامين في اطار مشروع جديد من
الواضح ان واشنطن تعد العدة لتسويقه كمنجز اخير لادارتها في عام
2007 وهو نفسه العام الذي حذر العاهل الاردني الملك عبد الله
الثاني من مروره بدون معالجة معاناة الفلسطينيين وتأسيس كيانهم
الوطني وانهاء الصراع. اردنيا لا يوجد جديد في الموقف الرسمي
المعلن الذي يرفض تبني اي صياغات لمستقبل العلاقة مع الفلسطينيين
قبل انضاج وقيام دولة فلسطين لكن الخطاب الرسمي الاردني لم يميز
حتي الان بين دولة مؤقتة او دائمة وان كان يدعم بالمطلق فكرة
دولة قابلة للحياة ومستقرة. وعلي الصعيد الرسمي الاردني لم
يحصل تغيير في الكلام العلني، لكن في الاطار الداخلي هناك تبادل
كثيف للمعلومات ودراسة متأنية للمعطيات والسيناريوهات وما يمكن
ملاحظته بوضوح ان المؤسسة الاردنية بدأت تسأل في اضيق نطاقات
القرار عن امكانية واحتمالية الصمود في اطار الموقف المعلن فقط
للاعوام المقبلة؟ ومثل هذا السؤال بمجرد وجوده يدلل علي ان
تغيرا ما يحصل او يدرس في اطار المطبخ السياسي الاردني الذي درس
في بعض قنواته افكارا ومقترحات عملية تتعلق بعلاقة ما مع
الفلسطينيين وهي افكار تستعد لوجستيا لمرحلة ما يضطر فيها الاردن
للاستحقاق. وفي الوسط السياسي والشعبي الاردني تترسخ قناعات
جديدة مختلفة تسمح بالتحاور والغرق في تفاصيل علاقة اندماجية من
طراز ما مع الفلسطينيين ومن بين هذه القناعات واحدة رائجة تؤمن
بان المملكة لا تستطيع تجاوز حاجة المجتمع الدولي الملحة لاقامة
مشروع او كيان فلسطيني تحت المظلة الاردنية وقناعة اخري موازية
بان العالم اقترب كثيرا من اللحظة التي سيجبر عمان فيها علي
الجلوس للطاولة وصياغة مشروع تفاهم او توحد مع الفلسطينيين، وهذه
القناعات حصريا هي التي تبرر وتفسر تداول المقترحات والمعلومات
في اوسع النطاقات. ولاسباب تاريخية مفهومة تحجم عمان الرسمية
عن اي اشارة من اي نوع لدورها المستقبلي في الضفة الغربية ولنفس
الاسباب تستعد في الواقع لأي مشروع يحمل نفس العنوان ويمكن ان
يفرض عليها في اي وقت وشيك ولاسباب لها علاقة بفهم الاردنيين
لطبيعة المؤسسة الاسرائيلية ولحساسية الفلسطينيين تهتم عمان وهي
تناور وتلاقح الافكار بمسألة واحدة فقط تتعلق بعدم تقديم اي
خدمات مجانية للاسرائيليين وبمغادرة اي صورة محتملة يمكن ان تقرأ
دورها خارج سياق ومعادلة حاجات الفلسطينيين انفسهم. لذلك
يتحدث بعض المراقبين الخبراء عن الحاجة الملحة اولا لدولة
فلسطينية مؤقتة تملك مختلف صلاحيات التوقيع او التعاهد، وثانيا
لتطوير فلسفة فلسطينية داخلية تصبح من خلالها العلاقة مع الاردن
مطلبا سياسيا وامنيا وشعبيا فلسطينيا، الامر الذي يعتقد انه
الاصعب حتي الان. *القدس
العربي
بعقوبة
تختصر صراعات العراق.. وحروب بين ميليشياتها
ومقاوماتها
تاريخ النشر
: Thursday, 18 January
2007
بعقوبة (مركز محافظة ديالى)
شبه خالية من الحياة هذه الايام بعد ان احرقت اسواقها على يد
مسلحين وميليشيات وسويت معظم مخازنها بالارض. المدارس ومعظم
الدوائر الحكومية هي الاخرى مغلقة الآان في بعقوبة التي تبعد نحو
65 كيلومتراً شرقي بغداد بعد ان اغتيل خمسة من اساتذة الجامعات
منها على ايدي مسلحين مجهولين. السلطة المحلية ترى ان كل ذلك
حصل بعد ان قدم مسلحو «القاعدة» الى بعقوبة وضواحيها هرباً من
الحرب التي شنها ضدهم ابناء العشائر في محافظة الانبار غرب بغداد
محاولين تحويل بعقوبة الى نموذج للنظام المتشدد الذي اعلنوه باسم
«دولة العراق الاسلامية» وذلك عبر طرد الاهالي الشيعة. لكن قسماً
آخر من السكان يشير الى وجود الميليشيات المسلحة القادمة من
المدن الشيعية في جنوب العراق والى عملها على طرد السكان السنّة
من المدينة. أبو أحمد - (لم يفصح عن اسمه الكامل) - وزوجته
التي تعمل معلمة في قرية قرب بعقوبة تركا عملهما على رغم ان
عليهما تنشئة اطفالهما الثلاثة. هو يعمل حارساً في احدى محطات
التعبئة في بغداد ولكنه قرر البقاء في منزله بعد ملاحقة المسلحين
له على طريق بغداد - بعقوبة السريع. يقول «لم يعد اطفالي يذهبون
الى المدرسة. زوجتي تدرسّهم في البيت. الوضع في بعقوبة رهيب. لا
يوجد عمل بعد ان سيطر المسلحون على السوق الكبيرة التي اعمل
فيها، فاصبحت الآن من اكثر الاماكن خطورة». هجّر المسلحون
السنّة (بعضهم يوقع بياناته باسم «جيش عمر») قسماً من العائلات
الشيعية في بعقوبة. فنصب «جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي
مقتدى الصدر نقاط تفتيش وهمية على طريق بغداد – بعقوبة السريع
للقبض على السنّة من أهالي بعقوبة الذين يسلكون ذلك
الطريق. تصاعدت وتيرة احداث العنف في المدينة بعد قتل زعيم
تنظيم «القاعدة» ابو مصعب الزرقاوي في حزيران (يونيو) من العام
الماضي في قرية هبهب قرب بعقوبة. وبدلاً من اضعاف التنظيم زادت
الاوضاع سوءاً وفرض المسلحون سيطرتهم على وسط بعقوبة – التي
تعتبر مدينة شيوخ العشائر السنّة وانصار صدام حسين – والمشهورة
بمقاومتها للسلطات العراقية والقوات الاميركية على حد
سواء. يقول علاء موفق، وهو موظف في دائرة محافظة ديالى:
«المسلحون يخرجون مسرعين من المنطقة وهم يرتدون الاقنعة ثم
يعودون بعد ذلك وكأنهم نفذوا مهمة». وقال أحد المسلحين وهو يرتدي
زياً اسوداً ويحمل بندقية كلاشنيكوف ويقف في شارع الزهور الذي
تحول اسمه في العامين المنصرمين الى شارع الموت: «نحمد الله اننا
سائرون قدماً لتحقيق اهدافنا. نحن نقاتل الاحتلال ونقتل كل شرطي
عراقي يحمي الاميركان. ولو لم يكونوا هم الذين يوفرون الحماية
لهم، لكان الاميركان قد هزموا وطردوا».
لكن المواجهات اليومية تتخذ
طابعاً اكثر شمولية، فهي تنشب احياناً بين المسلحين السنّة من
جهة والقوات الاميركية والعراقية، واحياناً بين مسلحين وميليشيا
«جيش المهدي». ويذكر الاهالي ان معركة نشبت قبل اسبوع قرب «بهرز»
جنوبي بعقوبة مركز تجمع انصار الرئيس العراقي صدام حسين اشتركت
فيها كل هذه الجهات حين هاجم المسلحون دائرة الشرطة ورفعوا
راياتهم فوق البناية بعد ان قتلوا جميع عناصر الدائرة. وفي
منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، هاجم المسلحون
مدرسة الأمين الابتدائية التي نصبت قوات الشرطة نقطة مراقبة فوق
سطحها فقتلوا عناصر الشرطة الاربعة وفجروا المبنى. ويقول محمد
عاصم وهو طالب في المرحلة المتوسطة: «مدرستي معطلة وأنا لا
أستطيع الذهاب اليها. انه شيء محزن حقاً». السلطات المحلية
تقول من جهتها انها تعمل ما في وسعها لكنها تفتقد تعاون
المواطنين معها. ويقول حافظ الجبوري نائب محافظ بعقوبة
لـ»الحياة: «نعمل بجد واخلاص لحماية المحافظة، لكن المشكلة هي في
قلة التعاون من قبل الجماهير التي لا تبلغ عن المسلحين. إضافة
الى تنامي الشائعات التي تقول ان الناس الذين تلقي القوات
العراقية القبض عليهم يتم قتلهم لاحقا من قبل منتسبي وزارة
الداخلية الشيعة المرتبطين بالمليشيات». الشباب في بعقوبة وهم
من انصار المسلحين قاطعوا انتخابات مجلس المحافظة التي أُجريت
عام 2005 وكذلك الاستفتاء على الدستور. وهم يثنون على المسلحين
ويصفونهم بـ»المجاهدين» الذين يقاتلون «من اجل الاسلام» ويجدون
ان من واجبهم السيطرة على المناطق ومطاردة الشرطة والجيش العراقي
وكذلك القوات الاميركية التي يعتبرونها هدفهم الرئيسي. سعد
عدنان (مزارع) يقول: «بعقوبة هي رمز المقاومة وسيطرد الاميركان
من قبل المجاهدين الشرفاء. نحن مع المجاهدين. انهم ابطال وسيذكر
التاريخ ان بعقوبة قاومت الاحتلال». لكن المدينة التي تنبعث
منها رائحة الموت اليومي ربما تذكر ايضا باعتبارها رمزاً للصراع
المذهبي بخاصة بعد اعلان المسؤولين فيها العثور على نحو 6000 جثة
مجهولة الهوية ونحو 10000 جثة اخرى تم التعرف على اصحابها وهم من
الشيعة والسنّة خلال النصف الثاني من العام الماضي . أحد شيوخ
القبائل أكد لـ «الحياة» ان «بعقوبة التي يطلق عليها مدينة
البرتقال ابتليت بالمسلحين المتشددين من كلا الطائفتين، وبحدود
تفتحها على ايران تـــارة وعلى اقليم كردستان تارة اخرى وايضاً
على محيط بغداد الشمالي الذي يستخدمه مسلحو «القاعدة» وانصار
صدام للوصول اليها والخروج منها فيما يجد عناصر «جيش المهدي»
ممراً آمناً له في محيط بغداد الشرقي الذي تكثر فيه القرى
الشيعية".
*الحياة
|