26/11/2006 JPR 78
توزير
المعارضين
شاكر
الجوهري
نكن
احتراما للدكتور محمد العوران، لا يعفينا من موضوعية التصدي
لمعالجة توزيره لحقيبة التنمية السياسية، ويفرض علينا أن نهنئه
بالوزارة.
قد
يكون مستغربا التأكيد على الإلتزام الحزبي من قبل غير الحزبيين،
لكن هذا ما تفرضه موضوعية وأمانة المهنة. والدكتور العوران نفسه
أخبرنا عبر التصريحات الإعلامية أنه شاور عددا من أحزاب المعارضة
قبل قبول المنصب الوزاري، فوجد تشجيعا.
لكن
الدكتور العوران، الذي لم يخبرنا ما إذا كان قد تشاور في الأمر
أيضا مع قيادة وكوادر حزبه، لم يقل لنا ما هي الأحزاب التي تشاور
معها، ومع من قادتها تم التشاور..؟ كما أن هذه الأحزاب اكتفت
بالتزام الصمت إزاء تصريحاتن الوزير، في حين اكتفى بعضها بإبداء
الإستغراب لتوزير معارض لمثل هذه الوزارة، التي تتباين الرؤى
بشأن ما إذا كانت وزارة لتطوير الأداء السياسي، أم تراها وزارة
مساعدة مهمتها تقنين الحريات العامة..؟
احترامنا
للرجل لا يعفينا كما قلنا من موضوعية المعالجة، لنتساءل: إن كان
أمين عام حزب الأرض العربية لم يتشاور مع حزبه قبل قبوله المنصب
الوزاري، فكيف يمكن أن يعمل لاحقا وفقا للأسس التي سبق له
التوافق عليها مع بقية أحزاب المعارضة..؟
الدكتور
العوران أكد في تصريحاته الأولى أنه سيعمل وفقا لوجهة نظره
السابقة، حين كان في صفوف المعارضة. وهذا يعني أن الدكتور
العوران الذي كان معارضا من خارج الحكومة سيمارس الآن المعارضة
من داخل الحكومة، أو أن الحكومة كلها تحولت إلى
المعارضة..؟
قد
يقول قائل أن هذا منطق يعالج الأمور على طريقة "إما أسود أو
أبيض"..؟ ونقره على ذلك، لأن اللون الرمادي، وإن كنا لا نحبه،
لكنه موجود. وهذا التساؤل يفرض تساؤلا آخر: كيف تواصل المعارضة
المطالبة بالمشاركة في الحكم، حتى إن تم اشراك أحد قادتها انقلبت
عليه..؟!
بالتأكيد
أن الغيرة ليست هي التي تحكم مثل هذه المواقف.. ذلك أن الأصول
تقضي أن تمثل المعارضة في الحكومات، لا أن يتم اختيار أحد
افرادها، بمعزل عن مشاورتها والتوافق معها على برنامج الحكومة.
وهذا لم يحدث في حالة الدكتور العوران.
إن
التزم وزير التنمية السياسية بمواقف أحزاب المعارضة المعلنة
والمكتوبة والمسلمة لوزارة التنمية السياسية قبل أن يشغلها، فهذا
يعني أن الوزير الجديد حافظ على مواقفه ولم يتخل عنها مقابل
الوزارة. وإن تراجع عنها لصالح المواقف الحكومية التي كان
يرفضها، فهذا يعني أنه قد تم اختطافه من قبل
الحكومة.
ولأن
الأمور ليست أبيض وأسود فقط، كما قلنا، فلنا أن ننوه إلى تصريحات
رئيس الوزراء التي بشّرنا والمجتمع الدولي فيها، بأن حكومته بعد
التعديل ستركز على الإصلاح السياسي. ويظل شيء أفضل من لا
شيء.
ويبدو
أن هذا هو المنطق الذي يحكم الآن موقف أحزاب المعارضة من الوزير
المعارض..ذلك أنها اكتفت باستغراب توزيرة، منتظرة نتائج هذا
التوزير، لتقول رأيها في ضوء الأفعال، بعد أن استمعت
للأقوال.
25/11/2006
رئيس
الديوان الملكي يمثل الملك في تشييع المراقب العام الأسبق لإخوان
الأردن
أبو
فارس يدعو في مئوية البنا لتغيير الأنظمة بالقوة وأبو الفتوح
يرفض
عمان
ـ "الشرق":
شارك
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من خلال ممثل له في تشييع
جثمان محمد عبد الرحمن خليفة، المراقب العام الأسبق لجماعة
الإخوان المسلمين، في وقت صدرت فيه تصريحات جديدة متشددة لأحد
أقطاب الجماعة، النائب الدكتور محمد أبو فارس.
خليفة
شيع الجمعة إلى مقبرة العيزرية في السلط بعد أن وافته المنية في
مدينة الحسين الطبية ليلة الخميس عن عمر يناهز سبعة وثمانين
عاماً، وذلك بمشاركة رسمية وشعبية، لم تقتصر المشاركة الرسمية
على ممثل الملك سالم الترك، رئيس الديوان الملكي، إذ شارك في
التشييع كذلك الدكتور عبد الإله الخطيب وزير الخارجية، وهو من
أبناء السلط، والدكتور احمد هليل قاضي القضاة وعدد من الأعيان
والنواب وجمع غفير من المواطنين.
وكما
كانت المشاركة في التشييع رسمية وشعبية، فقد ألقيت كلمات تأبين
من قبل صقور وحمائم الحركة الإسلامية، وما بينهما، في المقبرة.
إذ استعرض الدكتور ابراهيم زيد الكيلاني خطيب صلاة الجمعة، رئيس
هيئة العلماء في حزب جبهة العمل الإسلامي (حمائم) مناقب الراحل
ومساهمته في تأسيس الحركة الإسلامية في الأردن، مشيرا الى أنه
أبى إلا أن يكون مدافعا عن شريعة الله ومن الرجال الذين حاربوا
دفاعا عن الوطن، لافتا الى أنه يذكر مع رجال المقاومة
الذين صبروا وجاهدوا في الوقوف أمام المخططات التي تريد إلحاق
الأذى بالأمة الإسلامية والعربية.
وأشاد
سالم الفلاحات المراقب العام الحالي لجماعة الإخوان المسلمين
(وسط) بدور خليفة ومسيرته التاريخية في الحركة الإسلامية وجهوده
وتضحياته في سبيل دينه ووطنه وبمواقفه في مساندة الأشقاء في
العراق وفلسطين، لافتا الى أن الفقيد ترك وراءه بناء عظيما
ومدرسة كبيرة انطلق منها أبناء الحركة الإسلامية ممن حملوا
الرسالة العربية والإسلامية.
وأضاف
الفلاحات أن الراحل هو واحد من الذين اسهموا في إثراء الصحوة
الإسلامية في القرن العشرين، فضلاً عن كونه شخصية اردنية لعبت
دوراً كبيراً في الحركة الوطنية الأردنية وحافظ على جسم
الجماعة.
وقال
الشيخ إبراهيم خريسات أحد قياديي جماعة الإخوان المسلمين (صقور)
أن الفقيد كان قائدا للجماعة لأكثر من 50 عاما، وتربت على
يديه أجيال.. وكان حريصا على العبادات واعظا وزاهدا ومتواضعا،
وكانت له مواقف أمام الظالمين والفاسدين، لافتا الى أن القضية
الفلسطينية كانت قضيته الأولى منذ الثورة الفلسطينية، وكان يجمع
المجاهدين والتبرعات للأهل في الأراضي
المحتلة.
وكان
خليفة تولى قيادة الإخوان المسلمين زهاء اربعين عاماً (1953 ـ
1994) كانت حافلة بالأحداث الداخلية العاصفة، وتطورت خلالها
الجماعة، فأقامت مؤسسات اجتماعية وتربوية وثقافية واقتصادية
متعددة، في مقدمتها جمعية المركز الإسلامي التي أنشئت في العام
1963، ويتبع لها مدارس وكليات ومراكز طبية في محافظات متعددة
والمستشفى الإسلامي في عمان. كما شاركت الجماعة في الحياة
السياسية والبرلمانية في عهده، وفي الاتحادات الطلابية
والنقابية.
واعتقل
خليفة مرتين؛ الأولى في العام 1955 بعد أن انتقدت جماعة الإخوان
علاقة الحكومة مع بريطانيا، واحتجت على وجود ضباط بريطانيين في
الجيش، مطالبة بترحيلهم، وبعد ذلك فرّ خليفة إلى سوريا، وعاد بعد
فترة وجيزة، لكنه اعتقل مرة أخرى في العام 1958، عندما عارض
الإخوان "مبدأ ايزنهاور"، الذي كان يقضي بالتعاون مع الولايات
المتحدة ضد الوجود السوفياتي، وكان وقتها نائباً في
البرلمان.
وينتمي
خليفة إلى عشيرة النسور، وهو من مواليد مدينة السلط في العام
1919، حصل على دبلوم زراعة وبكالوريوس حقوق من معهد الحقوق في
مدينة القدس، وعمل مدعيا عاما وقاضيا في مدينة مأدبا، إلى أن تم
اختياره مراقبا عاماً لجماعة الإخوان، فاستقال من الوظيفة
الرسمية وتفرغ للعمل العام وللمحاماة. وكان خليفة عضواً في مجلس
النواب الخامس (1956-1961) عن جماعة الإخوان، ورئيساً لجمعية
المركز الإسلامي الخيرية عند تأسيسها. وتولى خليفة، كذلك، منصب
نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في
العالم.
الجهاد
ضد الأنظمة
من
جهة أخرى كشف النقاب عن أن الدكتور محمد أبو فارس، النائب
الإسلامي الذي غادر السجن أوائل شهر رمضان الماضي بموجب عفو ملكي
خاص، أدلى بتصريحات متشددة مرة أخرى خلال احتفالية مئوية حسن
البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين التي أقيمت يومي الخميس
والجمعة قبل الماضيين، وأنه خاض جدالا حول التشدد والإعتدال مع
عبد المنعم أبو الفتوح أحد أقطاب الجماعة في
مصر.
المصادر
تباينت رواياتها بشأن من بدأ الحديث الذي قاد إلى الجدال، أبو
فارس أم أبو الفتوح، بالرغم من التطابق في النصوص التي استخمت في
عملية الجدل.
المصادر
المرجحة تقول إن أبو الفتوح ركز في إحدى الجلسات على أن جماعة
الإخوان المسلمين تنبذ القوة، وأنها ليست منهاج الجماعة، وقال
أبو الفتوح "نحن لا نستخدم القوة ضد ابناء بلدنا، فإذا اردنا أن
نغير نظام حكم يكون ذلك بالعمل السلمي والإصلاحي
والدستوري، لا
بالعمل العسكري الذي يستخدم ضد الكفار
والمحتلين".
أبو
فارس تصدى للرد على أبو الفتوح موردا نصين لحسن البنا صاحب
الذكرى من "الرسائل" اولهما يقول فيه البنا "في الوقت الذي يكون
فيه منكم معشر الإخوان 300 كتيبة قد جهزت كل منها نفسها، روحيا
بالإيمان والعقيدة، وفكريا بالعلم والثقافة، وجسميا بالتدريب
والرياضة، في هذا الوقت طالبوني أن أخوض بكم لجج البحار، وأقتحم
بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل جبار عنيد".
النص
الآخر الذي استحضره البنا من "رسائل البنا" يقول فيه "ويتساءل
الكثير من الناس هل في عزم الإخوان المسلمين أن يستخدموا القوة
في الوصول إلى غاياتهم وتحقيق اغراضهم، وهل يفكر الإخوان
المسلمون في اعداد ثورة عارمة على النظام السياسي والإجتماعي..؟
لا أريد أن ادع هؤلاء المتسائلين في حيرة، بل إنني انتهز هذه
الفرصة فأكشف اللثام عن الجواب السافر لهذا في وضوح وفي جلاء،
فليسمع من يشاء أما القوة فهي شعار الإسلام في كل نظمه
وتشريعاته. وفي القرآن ينادى بوضوح وجلاء وأعدوا لهم ما استطعتم
من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. والمؤمن القوي
خير من المؤمن الضعيف".
القوة
جزء من منهاج الإخوان
وخلص
أبو فارس إلى أن القوة جزء من منهاج الإخوان، وأن "التغيير بده
قوة". وقال إن الحكومات لا تحكم بما أنزل الله. وأضاف "إن
الإخوان المسلمون سيستخدمون القوة للوصول إلى ما حثهم عليه مؤسس
الجماعة، الذي وضع الأسس لتغيير الأنظمة بالقوة". وشدد على
المطالبة بالجهاد ضد الأنظمة، مستشهدا بمساعي البنا وأمانيه
بتشكيل 330 كتيبة و12 ألف مجاهد، مدللا على ذلك بالحديث النبوي
الشريف "حينئذ سأغزو كل جبار عنيد، وأخوض بكم البحر".
ووصف
أبو فارس الحكومات بأنها غير مسلمة، وقال بوجوب الجهاد ضدها، إلا
إذا قامت بواجبها تجاه شعوبها وأمتها، مؤكدا أنه لا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق، واعتبر الحكومات منحرفة، مبينا أن الجهاد من
العقيدة، وأن على الإخوان المسلمين تنفيذ هذه العقيدة لإعلاء
كلمة الجهاد والدفاع عن انفسهم بشتى الوسائل حتى لو وقفت الحكومة
في طريقهم، وأن
العمل الروتيني لا يغير الأحوال.
وطالب
أبو فارس كذلك بغزو الحضارات الغربية في عقر دارها، قائلا "إن
الدماء التي تراق سنجني ثمارها".
وسبق
لأبي فارس أن أكد في تصريحات منشورة له أن المسلمين سيفتحون
روما، لأن الرسول (صلعم)، قال بأن المسلمين سيفتحون القسطنطينية،
وروما. وقد فتحوا القسطنطينية (اسطنبول)، وبقي عليهم فتح
روما.
قبل
أن يصبح التكفيريون هم الحل..!
3/12/2006
شاكر
الجوهري
هنالك
ملف دائم لدى النظام العربي، جاهزة فيه تهم عديدة يوجهها عند
اللزوم لكل تحرك جماهيري.. ذلك أن هذا النظام لا يخشى شيئا قدر
خشيته الجماهير.
فهو
يرفض ترخيص المسيرات والإعتصامات الشعبية خشية أن يندس فيها
المندسون، الذين لم يفلح يوما في ضبط ولو واحد منهم، فضلا عن أن
هذا الواحد لم يندس بعد.
وهو
يرفض الديمقراطية، أو اعتماد النزاهة في الإنتخابات خشية فوز هذا
التيار المعارض أو ذاك. ولذات السبب يفضل دوما تأجيل
الإنتخابات.. ذلك أن الإنتخابات تقبل فقط حين يكون مؤكدا فوز
الموالين..!
وهو
يرفض التعامل مع الحكومات التي تفرزها الإنتخابات الحرة النزيهة،
لأن الشعوب تختار المتطرفين الذي يعملون على تنفيذ سياسات مضرة
بالشعوب التي انتخبتهم.. ذلك أن الشعوب لا تزال قاصرة عن ادراك
أين تكمن مصالحها، وهم اوصياء عليها..!
يتوجب
هنا التذكير بأن حكومة سليمان النابلسي التي كانت تمثل الأغلبية
البرلمانية سنة 1959 رفضت انخراط الأردن في الحرب ضد العدوان
الثلاثي على مصر، حرصا على عدم احتلال الأردن، وفضلت تقديم الدعم
السياسي للشقيقة مصر. الحكومة المنتخبة لم تكن مغامرة
أبدا.
وهذا
النظام العربي أدان حزب الله بتهمة المغامرة، لأنه قرر خوض حرب
دفاعية يذود فيها عن التراب الوطني اللبناني، حتى لا تطالب
الجماهير، التي لا تعرف مصلحتها، هذا النظام بمحاربة اسرائيل،
ولأنه يعلم علم اليقين أن الشعب الذي يهزم اسرائيل قادر بالتاكيد
على استعادة حريته، وتحرير نفسه من الأنظمة غير
الديمقراطية.
الآن
بادر حزب الله، بعد أن أصابت عدواه تنظيمات جماهيرية عديدة في
لبنان، إلى ارتكاب المحذور المحظور بعينه..!
الحزب،
الذي انتصر على اسرائيل منفردا، يريد الآن أن يقوض حكومة
السنيورة ذات الأغلبية الشكلية، بالتحالف مع القوى الشعبية التي
اصابتها العدوى الخطيرة.
تصوروا
أن حزب الله تمكن من تشجيع واقناع قوى مسيحية تقليدية على الوقوف
في وجه حلفائها التاريخيين في الغرب..اميركا وفرنسا، وكذلك
اسرائيل، بعد أن اطمأنت إلى أن هذا الحزب لا يعمل على أساس
طائفي. وربما يكون هذا أخطر ما فعله الحزب، إذ كيف يمكن للنظام
العربي أن يفعّل بعد الآن نظرية فرق تسد..؟!
إن
عدم القدرة على تفعيل هذه النظرية الموروثة عن الإستعمار، لا
تهدد فقط الحكومة اللبنانية، لكنها تهدد كذلك النظام العربي
برمته.. ذلك أن نجاح التحالف الشعبي الواسع في اسقاط حكومة
السنيورة يهدد في واقع الأمر بانتقال هذه العدوى الفتاكة إلى
عموم دول الإقليم. ولهذا فقد كان النظام العربي متحالفا مع دول
المنظومة الإشتراكية آواخر ايامها، بد طول معاداة، حين واجهت
المظاهرات الشعبية التي اسقطتها تباعا، ذلك أن الأنظمة في
شموليتها واحدة موحدة في معاداة الجماهير..! ويومها لم يكن
النظام العربي راضيا عن التأييد الأميركي لثورات الشعوب، تماما
كما هو غير راض عن البرامج الإصلاحية التي تفرضها اميركا على
دوله.
على
النظام العربي أن يدرك الآن أنه إن لم يقبل بأن تكون الديمقراطية
الحقيقية هي الحل، فإن الإسلام التكفيري، الذي لا يريده أحد، قد
يصبح يوما هو الحل..!
رايس
تلتقي عباس في اريحا لبحث تحريك الوضع
نجاح
اردني في فرض الملف الفلسطيني على أجندة بوش في
عمان
30/11/2006
عمان
ـ شاكر
الجوهري:
نجح
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في فرض الملف الفلسطيني
على أجندة زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للأردن، بهدف الإلتقاء
برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
النجاح
تحقق عبر القمة الأردنية الأميركية التي حلت محل القمة العراقية
الأميركية اولا، مساء أمس الأول، وبمجرد وصول الرئيس الأميركي،
لتؤجل القمة العراقية الأميركية من مساء الإربعاء لصباح اليوم
التالي (الخميس).
أما
الخطوات التي أدت إلى هذا التغيير في جدول مواعيد اللقاءات فقد
تمثلت اساسا في الزيارة التي قام بها محمود عباس رئيس السلطة
الفلسطينية للعاصمة الأردنية قبيل وصول بوش، وعمل الأردن على
استبدال القمة الثلاثية التي كان مقررا أن تجمع العاهل الأردني
بالرئيس الأميركي ورئيس الوزراء العراقي، بلقائين منفصلين جمعا
بوش بالملك عبد الله على حدة، والمالكي على حدة، بعد أن كان
الملك التقى المالي قبيل وصول بوش عمان.
هذه
التغييرات في جداول المواعيد أدى إلى تحويل اللقاء الذي تعتزم
كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية اجراءه مع عباس في
اريحا من البحث في الوضع الفلسطيني، إلى العمل على تحريك هذا
الوضع في ضوء نتائج مباحثات العاهل الأردني مع الرئيس الأميركي.
وهنا ييجدر ملاحظة أن بوش جاء إلى عمان في هذه المرة طالبا
مساعدة ملك الأردن، وقد كان جزءا رئيسا من المساعدة الأردنية
المطلوبة يتعلق بالرؤية الأردنية لتطورات الأحداث وكيفية
معالجتها، والأبعاد المترتبة عليها.
في
هذا السياق مثل استبدال القمة الثلاثية بلقاءات ثنائية فرصة مهمة
للعاهل الأردني كي يركز على الملف الفلسطيني الذي لم تكن امامه
فرصة مواتية ليأخذ حقه من البحث والتحريك، لو أن القمة الثلاثية
عقدت كما كان مقررا.. ذلك أنها كانت ستنصب في كليتها على الوضع
العراقي وحده.
هل
حقق انفراد الملك عبد الله ببوش النتئج المتوخاة
منه..؟
البيانات
والتصريحات الرسمية تقول من حيث المبدأ إن
القمة الأردنية الأميركية بحثت جلالة الجهود المبذولة لإعادة
الأمن والاستقرار إلى المنطقة وتدارك الوضع الخطير في العراق
ووضع حد للتدهور الأمني هناك، بالإضافة إلى جهود إحياء مفاوضات
السلام المتعطلة منذ أمد بعيد بين الفلسطينيين
والإسرائيليين.
الملف
الفلسطيني إذا أخذ وضعه في المباحثات. وفي التفاصيل قال الملك
لبوش يجب
حل النزاعات في الشرق الأوسط، وحثه على العمل على تحريك العملية
السلمية من خلال مساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على
استئناف المفاوضات بينهما.
واضاف
إن "العالم يدرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن البديل لهذا الأمر
هو استمرار دوامة العنف التي يخسر فيها الجانبان الفلسطيني
والإسرائيلي"، مؤكدا أن حل القضية الفلسطينية وفقا لقرارات
الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وصولا إلى إقامة دولة
فلسطينية مستقلة على الأرض الفلسطينية تعيش بسلام إلى جانب
إسرائيل هو الحل المنطقي والمقبول عربيا ودوليا.
وربط
الملك عبد الله بين القضية الفلسطينية وبقية قضايا الصراع في
المنطقة قائلا "إن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية سيسهم في حل
المشكلات العالقة في المنطقة". أي أن الورطة الأميركية في العراق
حلها متصل بالحل المطولوب للقضية الفلسطينية.
وشدد
الملك على ضرورة دعم مبادرة السلام العربية التي حظيت بإجماع
عربي لإنهاء سنوات طويلة من الصراع العربي ـ الإسرائيلي، مبينا
أن هذه المبادرة جاءت لتعرب عن النوايا الحقيقية للعرب وسعيهم
لإحلال السلام الشامل في المنطقه مشيرا إلى الجهود الحثيثة التي
يبذلها الأردن ومصر والسعودية في هذا المجال.
وأكد
الملك ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي والإدارة الأميركية المساعدة
اللازمة لتمكين الرئيس الفلسطيني محمود عباس من تحسين الأوضاع
الاقتصادية للفلسطينيين ودعم جهوده لترتيب البيت الداخلي وتشكيل
حكومة وحدة وطنية وتعزيز الأمن في الأراضي الفلسطينية والمضي
قدما في عملية السلام مع الجانب الإسرائيلي.
ومن
جانبه أكد الرئيس الأميركي جورج بوش، أن الولايات المتحدة ملتزمة
برؤيته لحل الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية تعيش إلى جانب
دولة اسرائيل الآمنة. وقال "لا بد من إيجاد الظروف الملائمة ووقف
كل المحاولات الهادفة إلى عرقلة عملية
السلام".
وفيما
يتصل بالوضع في العراق، أكد جالملك والرئيس بوش أهمية العمل من
أجل دعم أمن واستقرار العراق وإنجاح العملية السياسية فيه ورفض
كل المحاولات الرامية إلى تأجيج العنف والاقتتال الطائفي.
وأكد
الملك للرئيس بوش، أن الأردن يدعم جهود المصالحة بين مختلف القوى
العراقية وإعادة ترتيب الملف السياسي في البلاد وفقا لإجماع
الشعب العراقي لما لهذا الأمر من انعكاسات إيجابية على الوضع
داخل العراق.
واتفق
العاهل الأردني والرئيس الأميركي على أهمية دعم المجتمع الدولي
والعالم العربي للإسراع في مساعدة العراقيين على إعادة بناء
بلادهم واستعادة دورهم الحيوي في المنطقة.
أما
فيما يتعلق بالوضع في لبنان، فقد دعا الجانبان جميع الأطراف هناك
لتغليب لغة الحوار سبيلا وحيدا لإنهاء الاحتقان السياسي دون أي
تأثير خارجي، وذلك في اشارة غير مباشرة لسوريا وايران.
وفيما
يتصل بالملف النووي الإيراني قال جلالة الملك، إن دعم جهود
المجتمع الدولي هو السبيل الوحيد للخروج من
الأزمة.
غير
أن المساعدة الأردنية القيمة التي قدمت للرئيس الأميركي لم تجعله
يغفل عن متابعة طرحه لبرنامجه الإصلاحي في دول المنطقة، كما
يستنتج من استعراض العاهل الأردني خلال اللقاء العلاقات
الثنائية بين الأردن والولايات المتحده، مؤكدا حرصه على توطيد
التنسيق السياسي بين البلدين وتعميق العلاقات الاقتصادية، لا
سيما وأن السوق الأميركية أصبحت من أهم الأسواق للصادرات
الأردنية.. معربا في ذات الوقت عن تقديره للإدارة الأميركية على
المساعدات التي تقدمها للأردن "خاصة في ضوء تأهيل الأردن
للاستفادة من برنامج مساعدات الألفية". وذلفك في اشارة إلى رهن
مبلغ النصف مليار دولار، التي ستقدم في اطار برنامج تحدى القرن،
بعملية الإصلاح.
لإقناعه
بعدم شعبية سياساته والنتائج التي تحققها اصلاحاته في دول
المنطقة
الأردن
رخص مسيرات التنديد بزيارة بوش ضمن ضغوطه على الرئيس
الأميركي
30/11/2006
عمان
ـ "الوطن":
لم
رخصت الحكومة الأردنية اعتصاما ومسيرة شعبية معرضة لزيارة الرئيس
الأميركي لعمان..؟
في
البدء رفض محافظ العاصمة ترخيص المسيرة الشعبية لأحزاب المعارضة
الأردنية. لكنه عاد ووافق عليها، رغم معرفته بأنها ستوجه هتافات
بالغة القسوة للرئيس الأميركي بالرغم من النصف مليار دولار التي
قررت واشنطن تقديمها للأردن خلال الخمس سنوات المقبلة في اطار
برنامج تحدي القرن، مرهونة بتقدم الأردن على طريق
الإصلاح.
الموافقة
التي ألغت الرفض السابق جاءت بمبادرة من الحكومة، وربما بالتشاور
مع الملك.. ذلك أن بوش هو في البداية والنهاية ضيف رئيس الدولة
الأردنية. فلم تمت الموافقة على الهتاف ضد هذا الضيف، ورفضا
لزيارته، قبيل أن تحط طائرته على أرض مطار
عمان..؟
الموافقة،
وفقا للمراقبين تمت لجملة اسباب اهمها:
أولا:
اقناع الرئيس الأميركي باستحالة تمكن الأردن الرسمي من تلبية
مطالبه المتوقعة، والتي سبق التقدم بها، وتقضي بإحلال قوات
اردنية محل القوات الأميركية التي لا تطيق البقاء في مناطق
المقاومة، خاصة في محافظة الأنبار. وقد اضطرت هذه القوات
للإنسحاب مرة أخرى من الأنبار قبيل وصول بوش العاصمة
الأردنية.
ثانيا:
العمل على اقناع بوش بحجم المخاطر التي تمثلها سياساته على الدول
الحليفة للولايات المتحدة. فالشعب في الأردن، لا يكتفي برفض
السياسات الأميركية، لكنه يرفض كذلك حتى زيارة الرئيس الأميركي
لبلاده.
ثالثا:
ضرورة العدول عن السياسات الأميركية التفجيرية في المنطقة التي
تنفذ تحت شعارات من طراز تحقيق الإستقرار
والديمقراطية.
رابعا:
رفض الرأي العام الأردني، وهو مجرد نموذج للرأي العام العربي،
للديمقراطية الأميركية، ومحاولات فرضها على دول
المنطقة.
خامسا:
أن تصدير الديمقراطية الأميركية للأردن يصب في الإتجاه المعاكس
للمصالح الأميركية، فإن كان بوش لايصدق، فليسمع الخطاب الناري
الذي ألقاه زكي بني ارشيد، أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي،
الناطق الرسمي باسم لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة في
مظاهرة التنديد بزيارته للأردن.
قال
بني ارشيد في خطابه الذي القاه في المسيرة الجماهيرية الحاشدة
التي انطلقت من أمام مجمع النقابات المهنية إلى مقر مجلس
الوزراء، فيما كان المشاركون يرددون الهتافات المنددة ببوش
والسياسات الأميركية، ويصفون الرئيس الأميركي
بالسفاح والمجرم والإرهابي، ويحرقون دمية له وسط صيحات
التكبير.. قال بني ارشيد مخاطبا بوش "انت المجرم القاتل تاريخك
حافل بالمجازر والإرهاب وسفك
الدماء،
وانتهاك الحقوق، وتعذيب المعتقلين في أبو غريب وغوانتانامو، وما
بينهما من
سجون
سرية، أنت القاتل الحقيقي في كل المجازر من قانا في لبنان إلى
بيت حانون في
غزة
مرورا بالفلوجة والرمادي والأنبار، أنت المسؤول عن عذاباتنا
الغائرة وجراجاتنا
النازفة
ومصائبنا المتعددة".
وتابع
"لم تأتنا ضيفا حسب الأصول، ولا
زائرا
محترما للمبادئ والأعراف.. جئتنا ولا مرحبا بك، غازيا معتديا،
مغتصبا سارقا
للخيرات،
وناهبا للثروات، منتهكا للحرمات، قاتلا للأفراد والجماعات، جئتنا
ـ غير
مرحب
بك ـ باحثا عن مخرج يليق بالقوة الكبرى التي تكسرت سطوتها على
صخرة المقاومة في
العراق
يا صاحب الأحلام الامبراطورية، والمشاريع المشبوهة من الشرق
الاوسط بطبعته
الاخيرة،
الى النظام العالمي الجديد.
وقال
"لست جديرا بالحضارة ولا القيادة،
ولكنك
رئيس عصابة تستند الى منطق القوة الهوجاء، وشريعة الغاب، وصراع
العجول
والثيران،
وثقافة الكاوبوي، وتصادم الحضارات".
ومضى
مخاطباً بوش بالقول "جئتنا مستدركا
لفشلك
في بلدك. وإخفاق مشاريعك في بلادنا، وباحثا عن مخرج لورطتك في
العراق، وعن
شريك
ليحمل معك ضريبة الخسارة والهزيمة. لن نمنحك هذه الفرصة، ولن
نحقق لك هذه
الغاية
خسارتك مع مرور الزمن في تزايد".
وقال
"وليس امامك الا الممثل الحقيقي
للشعب
العراقي، المقاومة صاحبة اليد العليا وكلمة الفصل، لا يغرنك
الذين يطالبون
ببقائك،
لأنهم يحرصون على مصالحهم والقابهم ومواقعهم".
وتابع
"هؤلاء سماسرة السياسة، وتجار
الحروب،
وأقزام الأمة، وحسابهم عند شعوبهم سيكون عسيرا".
وتابع
"يا بوش .. الأردن ليس محمية
اميركية
وليس الولاية الثانية والخمسين، وليس قاعدة متقدمة لواشنطن...لا
نقبل أن
نستبدل
الدبابة الاميركية بدبابة اردنية في العراق، ولا جنديا اردنيا
مكان المارينز
الأميركي.
فدورنا وقدرنا في الاردن، ارض حشد للامة واعداد للمقاومة ومنصة
جهاد
ومنطلق
تحرير.
كما
خاطب بني ارشيد العراقيين
قائلاً:
"اياكم والانزلاق الى مهاوي الحرب الاهلية أو الاقتتال الداخلي،
أو الفتنة
الطائفية،
ليس امامكم الا الوحدة والتفاهم، امام الدمار القادم من
الاحتلال. عدوكم
الحقيقي
هو الإحتلال .. تناقضكم مع الإحتلال.. وتاريخكم حافل في المقاومة
وطرد
الغزاة،
ومكانكم في التاريخ مقرون بهزيمة الطغيان وتحطيم
نفوذه".
وختم
معاودا توجيه خطابه للرئيس
الأميركي
"يا بوش، ليس لك مكان بيننا .. لا مرحبا بك، وعد الى وطنك
مذموما
مدحورا..
واننا لقادمون، من بين الدمار والخراب والدماء والدموع.. قادمون
لا لنثأر
وننتقم،
ولكن لنشيد حضارة انسانية تؤسس لقيم الحرية والعدل والمساواة،
وتدحر الظلم
والاستعباد..(والله
غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون".
نصف
مليار دولار مساعدات خليجية للأردن
29/11/2006
عمان
ـ "الوطن":
بلغت
قيمة المساعدات التي تلقاها الأردن من دول خليجية قبل اسابيع
قليلة, 400 مليون دولار، وفقا لصحيفة "العرب اليوم".
وكان
العاهل الأردني شكر السعودية ودول خليجية لم يسمها في خطاب العرش
الذي القاه في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة الأردني
الثلاثاء على مساعدات قال إنها قدمتها للأردن، دون أن يحدد
مقدارها وتاريخ دفعها.
وتقول
الصحيفة إن دولتين خليجيتين قدمتا مساعدات مالية للأردن فيما
تدرس دولة ثالثة تقديم مساعدة للأردن قبل نهاية العام، لن تقل
قيمتها حسب المصدر عن 100 مليون دولار.
تحليل
سياسي
موظفا
شواط الأصابع الأميركية في العراق
ملك
الأردن يعمل على إقناع بوش بإطفاء جميع الحرائق في المنطقة
29/11/2006
عمان
ـ شاكر
الجوهري:
بدا
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس، وكأنه قد توج عملية
تطويق النيران التي تحيط ببلاده من كل صوب، تماما كما يفعل أي
رجل اطفاء متمرس.
فالأردن
الذي تحيط به الإضطرابات والحرائق من أكثر من اتجاه، حيث ارهاصات
حرب اهلية في العراق، تنضم إلى صراع دموي متواصل بين المقاومة
والشعب الفلسطينيين، وقوات الإحتلال الإسرائيلي، يوشك أن تنعكس
عليه وعلى أمنه بوادر اندلاع فتنة طائفية جديدة في لبنان، الذي
يبدوا أن بعض سياسيه لم يتعظوا من تجربة الحرب الأهلية السابقة
التي اثبتت استحالة الغاء الآخر، وحتمية التعايش بين مختلف
مكونات المجتمع.
كل
هذه الحرائق، لن ينجح الإطفائي الأردني في اخماد نيرانها، إن لم
يتوقف تاجر النفط الأميركي المتهور عن مواصلة سكب البانزين هنا
وهناك.
بل
إن الملك الأردني يسعى لأن يفرض على أجندة الرئيس الأميركي
الملفين الفلسطيني واللبناني، بدلا من الإكتفاء ببحث الملف
العراقي، حيث تحترق هناك الأصابع الأميركية، وتفوح منها رائحة
شواء آدمي، عله يعظ الإدارات الأميركية المقبلة بعدم تكرار مثل
هذا الخطأ الجسيم الذي ارتكبه بوش الإبن غير متعظ من غلطة أبيه
الذي خسر انتخابات الولاية الثانية دون أن يغرق نفسه وبلاده في
حماقة بحجم الحماقة التي ارتكبها ابنه من بعد.
جورج
بوش الإبن يجيئ إلى عمان بقرار مسبق يقضي بقصر مباحثاته على
الملف العراقي، ومن وجهة نظر تريد من الجميع أن يعمل على دعمه
لإثبات أن اخطاءه إنما هي محض انجازات، محاولا جعل الآخر يمتنع
عن فهم الأسباب التي جعلت الرئيس الأميركي يلتقي رئيس وزراء
العراق في عمان بدلا من بغداد..!
لهذا،
لم يوافق بوش على التقاء محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في
العاصمة الأردنية، رغم تواجده فيها بالتزامن مع زيارة الرئيس
الأميركي.
يفهم
ذلك بجلاء من تصريحات العاهل الأردني لإذاعة لندن العربية قبيل
وصول طائرة الرئيس الأميركي، فاقدة الكبرياء المعتاد، الذي مرغته
المقاومة العراقية في العراق. يقول الملك فيما يبدو
أنه محاولة لجر العنجهية الأميركية الفارغة نحو طريق النجاة
بالسلاسل، إنه طلب لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)
حتى يتشاور معه قبل أن يلتقي بالرئيس بوش، حتى يعرف ما هو
المطلوب لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين، وكيف يمكن أن نساعدهم في
العودة إلى المفاوضات التي توقفت منذ ست
سنوات.
ودعا
الملك خلال مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني "المجتمع الدولي
والأطراف المعنية إلى سرعة التحرك لإحياء المفاوضات بين الجانبين
الفلسطيني والإسرائيلي". وأكد الملك أنه سيخصص جزءا كبيرا من
مباحثاته مع الرئيس بوش للتأكيد على جوهرية القضية الفلسطينية
وأولوية إيجاد حل عادل لها، إضافة إلى بحث السبل الكفيلة
بالتخفيف من حدة الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون حاليا.
وشدد على أنه لا مجال لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة بالأمن
والإستقرار، ما لم يعد الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة
المفاوضات، مؤكدا دعم الأردن لكل الجهود العربية والإقليمية
والدولية الهادفة إلى إحراز تقدم في عملية السلام ودفعها إلى
الأمام.
الملك
بهذه الكلمات يريد أن يؤكد لبوش أن الحل الفلسطيني هو جزء اساس
من الحل العراقي. ولطالما كرر ملك الأردن أن القضية الفلسطينية
هي جوهر الصراع في عموم المنطقة. وكأنه يريد أن يفهم بوش أن
المجاهدين العرب والمسلمين الذين يقاتلون قواته في العراق،
ملحقين بها الخسائر الفادحة كل يوم، يفعلون ذلك اساسا انتقاما من
الإنحياز الأميركي الأعمى لإسرائيل..!
وذكر الملك أنه نسق المواقف خلال الشهور الماضية مع بعض
القيادات العربية، لا سيما الأشقاء في المملكة العربية السعودية
ومصر والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين من أجل بلورة
موقف موحد يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية واعتبارها جوهر
الصراع في المنطقة. كذلك تتفق هذه الدول على أنه لا يمكن للسلام
أن يتحقق في هذه المنطقة إلا عبر الوصول إلى تسوية عادلة لهذه
القضية من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأرض
الفلسطينية
وأشار
الملك إلى أنه لا مجال لأي حلول احادية الجانب، خاصة أن مثل هذه
الحلول سبق أن أثبتت فشلا ذريعا، وأنها تتعارض مع جهود احلال
السلام الشامل في المنطقة، مؤكدا أهمية إحلال لغة الحوار والمنطق
بدلا من التهديد وأعمال التصعيد.
وأكد
أن الأردن سيتحرك على كافة الصعد بالتنسيق مع الدول العربية
والأوروبية لمساعدة الفلسطينيين وتسهيل إيصال الدعم والمساعدات
الاقتصادية لهم لتمكينهم من تجاوز الظروف الصعبة وتحسين ظروفهم
المعيشية.
فؤاد
السنيورة رئيس وزراء لبنان، انتهز هو الآخر فرصة زيارة الرئيس
الأميركي للأردن، ليهاتف الملك عبد الله الثاني، طالبا منه حث
بوش على الضغط على اسرائيل لوقف اختراق طيرانها للأجواء
اللبنانية.. عل الرئيس الأميركي يفهم أن هذه الخروقات المتواصلة
تؤدي فقط إلى اضعاف حلفاء اميركا في لبنان لصالح حلفاء ايران..!
مطلقة العنان
لجولات متتالية من اعمال العنف والتهديدات الجدية لأمن المنطقة
واستقرارها.
بالطبع
لم يتجاهل العاهل الأردني الملف الأساسي من وجهة النظر
الأميركية، بل إنه عمل على ما يبدو على توظيف الأصابع الأميركية
المحترقة في العراق من أجل تشجيع واشنطن على اطفاء عموم الحرائق
في المنطقة.
فيما
يخص الملف العراقي، وبعد أن التقى ممثلي العديد من الأطياف
السياسية العراقية، بمن في ذلك حارث الضاري رئيس هيئة العلماء
المسلمين، وطارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، أمين عام الحزب
الإسلامي العراقي (الإخوان المسلمين)، اللذين جاءا عمان خصيصا
لهذه الغاية، وعبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة
الإسلامية في العراق (أكبر التنظيمات الشيعية) خلص الملك إلى
"أهمية أن تشمل أي تسوية سياسية قادمة للوضع في العراق جميع
فئاته"، مشيرا إلى أن "إقصاء أو تهميش أي طرف سيؤجج نار الفتنة
وما يحمله هذا الأمر من فوضى وتدمير لشعب ومقدرات
العراق".
وقد
كان الأردن على لسان الدكتور مروان المعشر، وزير خارجيته الأسبق
(مسيحي)، أول من نبه إلى أهمية عدم اقصاء سنة العراق عن العملية
السياسية، وسلطة اتخاذ القرار.
وها هي الأيام تثبت صحة ذلك التحذير، وأنه كان في محله تماما.
وهذا يعني خطأ العملية السياسية الحالية في العراق، التي تقوم
على أساس المحاصصة الطائفية، والتحضير لتقسيم العراق عبر بوابة
"الكونفدرالية"، التي اقرها الدستور العراقي الحالي بفضل تحالف
الشيعة مع الأكراد.
هذا
التحالف أثبت قدرته على تمرير ما يريده من خلال الدستور، ومجلس النواب المشكل على
قاعدة المحاصصة، لكنه لا يستطيع تحقيق الأمن والإستقرار في
العراق.
ولعل
أغرب ما يتوجب الإنتباه إليه الآن هو أن ملك الأردن، الذي تحالف
مع الأميركان ضد "الإرهاب"، ولم يجادلهم في الهوية الإرهابية
التي عملوا على الصاقها بكل فصائل المقاومة العراقية، إنما يعمل
الآن على توظيف حرق الصابع الميركية في افران المقاومة بأمل أن
يرد للإدارة الأميركية صوابها على مستوى كامل المنطقة، لا فقط في
العراق.
في
هذا السياق دعا العاهل الأردني القيادات
العراقية كافة إلى الوقوف في وجه أي مؤامرة قد تفضي إلى تشظي
بلادهم. وقال أتمنى على اخواننا في العراق وعلى القيادات
السياسية والدينية سواء كانت من شيعة أو سنة أن يقدروا خطورة
الوضع وأن لا يسمحوا بتمرير أي مؤامرة تهدف إلى تقسيم العراق أو
تدميره في دوامة العنف والفوضى.
وأضاف في تصريحاته لإذاعة لندن العربية "اليوم نحن نحذر
من جديد من إثارة الفتنة التي ربما تؤدي لا سمح الله إلى حرب
أهلية، أو تقسيم العراق إلى كيانات على أسس مذهبية أو
عرقية".
.
وحض الملك "القوى العراقية على تركيز جهودها على
هدف واحد وهو إنجاح مساعي المصالحة الوطنية باعتبارها اللبنة
الأساسية لإنقاذ العراق مما يواجهه وإبعاد شبح الحرب الأهلية
وتعزيز ثقة الشعب العراقي
بالمستقبل".
ومقابل
الكونفدرالية، تطالب القوى القومية، وهي في غالبيتها سنية، كما
هو حال حركة القوى الوطنية والقومية "حقوق"، انتهاز الفرصة
التاريخية المتمثلة في زيارة الرئيس الأميركي لعمان بحثا عن حل
لورطته، لانقاذ بلادهم من المحنة العصيبة التي تمر بها، مناشدة
القادة المجتمعين في عمّان استثمار ما يحدث للوصول الى حلول
فاعلة ومرضية لكل الاطراف، وترسيخ قاعدة لحل سياسي لمشاكل العراق
والمنطقة، تضمن اعادة الامن والاستقرار.
وتتمثل شروط الحل من وجهة نظر "حقوق".."ضرورة تشكيل حكومة
أقرب ما تكون إلى حكومة انقاذ وطني تعتمد على كفاءات وطنية نزيهة
مستقلة، وضرورة تنظيف وزارتي الدفاع والداخلية من العناصر التي
عطلت دورهما الوطني، وتغذيتهما بالعناصر الكفؤة والنزيهة من
قيادات وافراد الجيش العراقي والاجهزة التي استبعدت.
وطالب بيان صدر عن الحركة بمراجعة والغاء بعض القوانين
التي كانت عقبة في طريق استتباب الأمن والاستقرار، كقانون اجتثاث
البعث، والعمل على حل الميليشيات وتوابعها من منظمات العنف، وحسم
موضوع الإعتراف بالمقاومة التي تتميز عن منظمات العنف والارهاب،
والعمل على تسريع اصدار قانون للأحزاب السياسية، وتهيئة الأجواء
الصحيحة لها بالشكل الذي يتيح لكل العراقيين التعبير عن ارائهم
ومصالحهم، بعيدا عن الإصطفاف الطائفي وترويج مفاهيم العنف،
والعمل على تفعيل دور القضاء.
وجاء من ضمن الركائز
ضرورة الاعتراف بأن احتلال العراق ترتب عليه مسؤوليات اقليمية
ودولية واستحقاقات سياسية وأمنية واقتصادية، يتوجب معالجتها بشكل
جذري وجدي بالتزامن مع وضع خطة الإنسحاب، وبناء القدرات العراقية
لتأدية المهام الملقاة على عاتقها. ورأت الحركة في بيانها
ذاته أن المخاطر لا تهدد العراق وشعبه فحسب، بل إنها ستطال الدول
المجاورة، والمنطقة عموما والعالم أجمع، إذا لم يتم انقاذ العراق
مما يمر به من مآس انسانية
جسيمة.
هل
يتعظ بوش ويستوعب ما يجري، أم يواصل المكابرة والغطرسة، طالما أن
أصابعه شخصيا لم تحترق بعد، وها هو قد ابتعد بها عن النار التي
اوقدها في العراق..؟
للفصل
بين المقاومة والجيش الإسرائيلي
قوات
بدر تتحرك من الأردن للضفة وغزة خلال عشرة أيام
29/11/2006
عمان
ـ "الوطن":
تستعد
قوات جيش التحرير الفلسطيني في الأردن (قوات بدر) لمغدرة الأراضي
الأردنية للأراضي الفلسطينية في غضون عشرة أيام، وفقا لمصدر
فلسطيني فضل اغفال اسمه، وذلك بموجب موافقتين اسرائيلية
مصرية.
ووفقا
لذات المصدر فإن قسما من هذه القوات سيرابط على حدود المناطق
المحتلة عام 1948مع غزة, في حين أن الجزء الآخر سيرابط على
الحدود ما بين المنطق المحتلة عام 1948والضفة
الغربية.
واوضح
الشيخ نادر التميمي مفتي جيش التحرير الفلسطيني أن الإستعدادات
جارية لسحب قوات جيش التحرير من الأردن إلى مناطق السلطة, لكنه
بين أن امراً عسكرياً بهذا الخصوص لم يصدر حتى
الآن.
وقال
إن هدف هذه القوات، التي أصبح عددها الآن بعد التجنيد الأخير
يربو على الثلاثة آلاف، سيكون حفظ الأمن على الحدود بين
الإسرائيليين والفلسطينيين بالإشتراك مع القوات الفلسطينية
الموجودة اصلاً في الداخل.
|