56
Article in Arabic
as published in AlBayan Newspaper - Thursday 17 August
2006 To read this message in Arabic, please check the
attachment or the link below
http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1155716613957&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail
معايير
النصر والهزيمة
صبحي
غندور*
تحصل
الحروب دائماً من أجل خدمة غايات سياسية. وتكون معايير النصر أو
الهزيمة فيها هي مقدار تحقّق هذه الغايات وليس فقط حجم الخسائر
العسكرية والبشرية والمدنية.
وهناك
هزائم وانتصارات "موقعية" أي ترتبط بموقع محدّد فقط، وأخرى تكون
"وطنية" أي تشمل الوطن أو الأمَّة بأسرها كما حدث في نتائج الحرب
العالمية الثانية مع دول المحور الثلاثي: ألمانيا واليابان
وإيطاليا.
فأميركا
مثلاً خسرت حرب فيتنام بعدما عجزت عن تحقيق غايات الحرب فيها،
لكن الأمَّة الأميركية بقيت قويّة تصارع المعسكر الشيوعي في
أماكن عديدة أخرى إلى أن انتصرت سياسياً بسقوط الاتحاد السوفييتي
وانتهاء الحرب الباردة لصالح المعسكر
الأميركي.
في
الحرب الأميركية/الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، يُمكن القول،
حتى الآن، أنّ الغايات السياسية لهذه الحرب قد فشلت وتعثّرت
لكنَّها لم تنهزم نهائياً بعد. فحكّام واشنطن وتل أبيب أرادوا من
هذه الحرب إطفاء شعلة المقاومة اللبنانية ليكون ذلك مقدّمةً
لأوضاع جديدة في لبنان وفلسطين وعموم منطقة الشرق الأوسط بما
فيها إيران.
ولم
تكن غايات هذه الحرب هي التدمير والقتل العشوائي فقط، بل إنَّ
ذلك كان وسيلةً لتحريض اللبنانيين على المقاومة ودفعها وكل لبنان
للقبول بالشروط الأميركية/الإسرائيلية لوقف إطلاق
النار.
لكن
المراهنات كلّها سقطت. فالشعب اللبناني ازداد، مع كلِّ شهيدٍ سقط
أو بناء دمَّر،
تماسكاً وتضامناً ودعماً للمقاومة.. وتحوّلت المقاومة اللبنانية
إلى رمزٍ للمقاومة العربية المنشودة في عموم
المنطقة.
إذن،
انهزمت الغايات السياسية للعدوان الإسرائيلي على لبنان،
لكنّها هزيمة في موقع محدّد وزمان معيَّن، تماماً كما حصل في
العام 2000 حينما أجبرت المقاومة اللبنانية إسرائيل على الانسحاب
من لبنان، فذلك الانتصار الهام لم يكن
يعني
هزيمةً كاملة للدولة الإسرائيلية أو لمشاريعها المستقبلية في
لبنان والمنطقة.
ونعم
انتصر "حزب الله"، وانتصرت به ومعه شعلة الكرامة والمقاومة ضدَّ
العدوان والاحتلال، وانتصر لبنان الدولة والشعب الواحد، لكن هذا
الانتصار في الصمود والمواجهة خلال الأسابيع الماضية يحتاج إلى
التواصل، بل وإلى التعزيز، خلال الفترة الحالية
والقادمة.
فواشنطن
وتل أبيب ستعملان على تقويض عوامل نصر المقاومة وتحويل العمل
الدبلوماسي والسياسي المرتبط بالقرار 1701، لصالح غايات
العدوان.
هي
إذن حربٌ مستمرّة في ميادين مختلفة، ولن تُحسَم النتائج النهائية
لهذه الحرب إلا بانتهاء الصراع العربي/الإسرائيلي وتحقيق تسوية
عادلة وشاملة لكلّ الجبهات بما فيها القضية
الفلسطينية.
لكن
حرب صيف 2006 أبرزت جملةً من النتائج والخلاصات
الهامَّة:
أولاً:
إنّ انتصار المقاومة اللبنانية، من خلال صمودها الباسل وردّها
الشجاع على العدوان لم يكن فقط حصيلة الجانب العسكري أو
الميداني، بل أيضاً بسبب حُسن إدارة المقاومة للصراع ولكيفيّة
تعاملها مع التفاعلات اللبنانية والعربية والدولية، ولحرصها على
عدم الانجرار لمعارك فرعية تأخذ منها ولا تعطيها، ولإصرارها
أيضاً على حصر الصراع العسكري وعمليات المقاومة على الجبهة مع
العدوّ الإسرائيلي وعدم وقوعها في فخ "عمليات الخارج" التي، لو
حصلت، لأعطت المقولة الإسرائيلية/البوشية عن الإرهاب الإسلامي
زخماً كبيراً في العالم كلّه.
ثانياً:
إنَّ التضامن الشعبي اللبناني مع المقاومة انعكس تضامناً على
المستوى الرسمي ونجاحاً لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة في التعامل
الدبلوماسي السليم مع تداعيات الحرب. وكان لهذا الموقف اللبناني
الرسمي الموحّد أثره الكبير أيضاً في تعديل مواقف بعض الأطراف
العربية والدولية حيث أدّى مزيج صمود المقاومة وبطولاتها مع
التضامن الرسمي اللبناني إلى وجود الموقف العربي الداعم وإلى
تحوّلات في الموقف الفرنسي والدولي
عموماً.
والعبرة
هنا في هذه التجربة اللبنانية أنّ وجود إرادة صمود ومقاومة
مدعومة بوحدة وطنية هي التي تفرض التضامن العربي والتحوّلات في
المواقف الدولية، بينما كانت المراهنات في السابق على ترتيب
معاكس ينتظر الفرج من الحكومات ويراهن على ضمير وأخلاق الدول
الكبرى!
ثالثاً:
لقد انتصرت المقاومة اللبنانية في صمودها البطولي لأكثر من شهر،
وهي مقاومة حزب واحد فقط في بلدٍ عربيٍّ صغير، فكيفَ لو جرت
حالات مماثلة في وقتٍ واحد على كلِّ الجبهات
العربية؟
هي
إذن المرّة الثالثة التي تسقط فيها مقولة "الجيش الإسرائيلي الذي
لا يُقهَر"، فحرب العام 1973 أثبتت ذلك، ثمّ أكّدت هذه الخلاصة،
وبشكلٍ واضحٍ جداً، المقاومة اللبنانية في العام 2000، وهاهي
تعيد تثبيت انتصارها من جديد.
رابعاً:
فشلت إسرائيل وواشنطن في تشويه طبيعة الصراع منذ بدء هذه الحرب
الأخيرة. فالمراهنة كانت على توصيف الحرب بأنّها ضدّ حزب الله
فقط وليس لبنان كلّه، وبأنّها جزء من صراع مع النفوذ الإقليمي
لإيران، وليس حلقة في سلسلة الصراع العربي/الصهيوني، لكن ذلك
التشويه أزالته المقاومة بصمودها وبحُسن إدارتها للصراع محليّاً
وخارجيّاً، فكانت العزلة هي مصير الإدارة الأميركية وحكومة
إسرائيل بدلاً من عزل المقاومة عن شعبها وعن
أمّتها.
خامساً:
لقد صحّحت الحرب الأخيرة على لبنان مسار المشاعر والمواقف في
لبنان والأمَّة العربيّة كلّها. فالشعوب العربية كانت تعيش في
حالٍ من الانقسام الداخلي ومن هيمنة تيَّارين؛ أحدهما يدعو
للتسليم بالأمر الواقع ورفض أي مقاومة له، والآخر يستبيح التطرّف
والعنف الدموي العشوائي ضدَّ المدنيين والأبرياء في وطنه وفي
الخارج. فجاءت الحرب الأخيرة على لبنان لتصحّح هذه المسارات
الخاطئة ولتؤكّد أهمّية المقاومة للعدوان والظلم لكن في مضمونها
الصحيح وأساليبها السليمة وفي أماكن الصراع
الحقيقية.
***
كثيرون
قبل الحرب الأخيرة على لبنان، أعلنوا وفاة هذه الأمَّة وحضارتها
وأصالتها، لكن ما حدث ويحدث من تضامن شعبي عربي واسع مع المقاومة
اللبنانية يؤكّد أنَّ الأمَّة العربية بخير مهما كانت عليه أوضاع
حكوماتها. والأمل أن تنمو هذه الخليّة الحيَّة الصحّية في جسم
الأمَّة فتعزّز من مناعته ومن قدرته على مقاومة أمراض سارية فيه
منذ ثلاثة عقود ..
كلمةٌ
أخيرة إلى البعض الذي قد يجد فيما حدث أنّه انكسار وليس
انتصاراً، ندعوه إلى حمل شعلة المقاومة والتعويض عن الهزيمة، لكن
لا نقبل من هذا البعض أن يدعونا من جديد إلى الاستسلام وإلى
القبول بثقافة الهزيمة.
أمّا
من هو الآن في نشوة الانتصار، فندعوه إلى التفكير بهدوء إلى
كيفيّة المحافظة على النصر وعلى العوامل الإيجابية التي
صنعته.
* مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
:لقراءة
مقالات سابقة عن مواضيع مختلفة، الدخول الى هذا
الموقع http://www.alhewar.net/Sobhi%20Ghandour/OtherArabicArticles.htm
المقــــــــاومــــــة ولبــــــنان
الآتـــي بقلم المطران جورج خضر
أخيراً اتخذت الحكومة قرار إرسال الجيش الى
الحدود عند انسحاب جيش العدو، فيما أكتب هذه الأسطر لم يصدر بعد
قرار مجلس الأمن يأمر جيش العدو بالجلاء على وضوح شرعة الأمم
المتحدة بإنهاء كل احتلال. هذا والمقاومة باقية اذا لم تتسلم
القوة الدولية مزارع شبعا. وحديثي اليوم عن المقاومة الاسلامية
وفلسفة استقلالها عن الجيش. وما يدعم رؤيتي هذه البطولات التي
أظهرتها المقاومة وتقنيتها العظيمة وحجم ترسانتها وتحرك أظهر لنا
ان استخبارات العدو لم تكن بشيء كما افتضحت اسطورة تفوقه
العظيم. سؤال أول يطرح نفسه لماذا لا تنضم المقاومة الى
الجيش. جوابي البديهي انها في ذلك تكون قد وضعت حداً لحرب
العصابات وان الجيش لن يقوى بها لو انضمّت اليه لأن لبنان سيخسر
الفائدة العظيمة من وجود حرب عصابات. أي نكون قد خسرنا قوة عظيمة
باسلوبها وروح نضالها وما كسب الجيش قوة إضافيّة. لقد ثبت ان
لبنان لا يستطيع صد عدو دائم لنا اذا تخلينا عن حرب الأنصار.
وكونه عدواً دائماً من رموزه ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في
العالم التي لا يعيّن لها دستورها حدوداً نحن متروكون اذاً لحسن
أخلاقها وهذا يحتاج الى إثبات. السؤال الثاني لماذا مقاومة
إسلامية. هذا متعلّق بالأيديولوجية التي تُلهم المقاومين. هؤلاء
مجاهدون في سبيل الله كما هم يعتقدون. والجمهور الذي يحيط بهم أو
هم محوره يعتقد ذلك أيضاً ما عدا فئة من مذهبهم. ثم من يمنع
اللبنانيين غير الشيعيين ان يقاتلوا في سبيل الوطن وليس في سبيل
الله؟ ان لم نقبل القوة الدولية ان تبقى الى الأبد فمسألة الدفاع
عن الوطن مفتوحة، ذلك ما لم نجد نحن والعرب والدول صيغة عسكرية
للدفاع عن لبنان. ان العرب لا يريدون ان يخرجوا جيوشهم معنا ولا
سيما ان بعضا منهم حليف الاميركيين وان بعضاً له تبادل ديبلوماسي
مع اسرائيل. العرب لن ينوجدوا على ساحتنا عند الاعتداء وتقتصر
جهودهم على دعمنا الديبلوماسي وهذا في أفضل حال.
قبل توقيع سوريا ثم توقيعنا معاهدة سلم مع
اسرائيل فهي مهددتنا ولن تهدد سوريا فإن سوريا لم تهددها ولا أحد
في العالم يهدد سوريا. فإذا قبلتم بقيام حرب عصابات عند اقتحام
اسرائيل بلدنا يحق لهذه المقاومة ان تقوى كما تعرف. لذلك أقول إن
نزع السلاح عن حزب الله لا معنى له ما لم نضمن سلامنا. لا يكفي
ان نقول إن تحرير مزارع شبعا ينزع عن الحزب ذريعة التمسك
بسلاحه. السياسيون اللبنانيون أو بعضهم يقولون هذه ميليشيا
والسلاح سلاح الدولة. هذا يصح نظرياً ولكنه تأكيد حقوقي لا يأخذ
الواقع في الاعتبار. أعطونا مع اسرائيل سلاماً مضموناً دولياً
نطمئن اليه وهو ان الدول ستأتينا بسرعة البرق لترد عنا احتمال
هجوم في أي ظرف. وهذا لا يؤكده أحد نصاً حتى الآن. مع ذلك ما
الحقيقة المبدئية في علاقة الجيش بالمقاومة؟ في المبدأ ان كل
المقاومات التي ظهرت في أوروبا كانت متصلة بالجيش مع استقلالها
العملاني. بكلام آخر ان المقاومة ليس لها قرار سياسي بمبادرة في
القتال. عندئذ يثبت ان لا علاقة لها بسياسة اقليمية. هناك تناقض
في رؤية كل الشعوب المتحضرة ان يكون الفريق الواحد صاحب قرار
سياسي وقرار عسكري. فالحكام هم أهل السلم والحرب. لذلك كان
كليمنصو يقول: الحرب هي بهذا المقدار هامة انك لا تستطيع تسليمها
الى العسكر (وأراد ذلك ان العسكر لا قرار لهم في بدئها ولا
نهايتها). ولكن كل هذا بحث مرجأ الى طاولة الحوار.
• • •
الواضح عندنا وفي الحزب انه لا يسعى الى تحرير
القدس فإن سوريا وإيران ليستا مستعدتين لذلك ولأن تحرير القدس
يتطلّب جيوشا وليس حزب الله جيشاً ولا يحلم عرب اليوم ان كانوا
متأمركين ومؤسرلين بتحرير القدس. الى هذا ليس عند الولايات
المتحدة رغبة في اقتحام ايران لأنها اذا قصّر حلفاؤها الإفغان في
بلادهم عن الاستيلاء على كل البلد واذا لم تتمكن أميركا من نشر
سلمها في العراق ولن تتمكن فإيران الأقوى من أفغانستان والعراق
بعدد سكانها وعديد جيشها وتكوين جغرافيتها ستكون مقبرة
للأميركيين. ومشكلة السلاح النووي ستطول وليس لحزب الله دور في
حل مشكلة ايران مع الاميركيين. أنا عندي مشكلة مع ايديولوجية
حزب الله وليس لي في التوضيح الذي أتيت به مشكلة مع المقاومة .
وهذا يعني – ما بقي الحزب وسيبقى طويلاً - اننا بعد الحرب وحلول
السلام الحقيقي في البلد سيواجه اللبنانيون هذه الأيديولوجية كما
يواجهون كل الايديولوجيات. ما لا بد من قبوله اليوم هو ان
أحداً في العالم لا يقنعني ان خطف جنديين اسرائيليين كان سبب حرب
معدة من زمان. الواقع الذي لا يناقش ان اسرائيل هي التي دمرت
بلدنا وقتلت ضحايانا وجرحت مَنْ جرحت. نحن مع المقاومة لنضمّد
جميعا جروحاً هي في الواقع جروح عدد من اللبنانيين كبير وهم من
كل الأطياف والفئات. لذلك ليس من معنى استراتيجي للقائلين ان حزب
الله زجنا في الحرب.
لا أحد ينكر اذاً انه لا يسوغ ان تكون دولة في
دولة والمبدأ يصح تطبيقه إن صارت دولتنا دولة محصنة. ولكن ان
تلغي المقاومة نفسها الآن على رجاء قيام دولة قوية يعني ان تلغي
قوة فاعلة برهنت عن تفوّق عسكري كبير في انتظار نشوء دولة ليس
فيها كل مقوّمات الحماية. انت لا تقارن واقعاً بحلم. ازاء عدو لا
تثق به والمتكرّر عداؤه تحتاج الى اختراع حماية للبنان
دائمة. هناك طبعاً مشكلة السلم مع اسرائيل. هذه تخص العرب
جميعاً لأننا لا نريد ان نبيع الفلسطينيين لليهود وليس لنا وجود
أمام الله والتاريخ ان لم نحافظ على كرامة الفلسطينيين. لعل أهم
ما انجزه حزب الله انه أول فريق عربي صمد أمام اسرائيل وان
قادتها اكدوا انهم لا يستطيعون القضاء عليه كلياً. مَنْ كان عنده
اداة تخويف مثل هذه أيرميها جانباً لحلمه ان جيشنا سيتصدّى؟ وهل
يكون مطمئناً لحسن النيات عند اسرائيل تجاه لبنان؟ لو كانت لها
هذه النيات لماذا فعلت ما فعلت؟ معنى ذلك ان ما يوحّد الشعب
اللبناني شيئان: أولهما الغضب على اسرائيل "ليطمئنّ قلبي" وتزول
اسباب الغضب برعاية دولية للبنان متحركة ورادعة لعدونا التاريخي
وثانيهما ان نؤمن ان اسرائيل ليست عدوة للشيعة وحدهم ولا ضاربة
للجنوب وحده. انها لغباوة ان نظن ان عداء اسرائيل لنا ناتج من
تحرش الشيعة باسرائيل. هذا اذا تحرشوا. وهل هي خطيئة ان تكون
لقوم بيننا حماسة لا تتوافر عند الآخرين بالقدر نفسه؟ هذه حماسة
الفقراء الذين يؤثرون الموت على حياة منقوصة الكرامة. الشيعة
ظلمهم التاريخ وهم قلة في دار الاسلام وما حكموا حتى لا استفظع
مصائب أخرى حلت بهم بقوة الفاتحين من ديانتهم وغير
ديانتهم. ماذا لك على فاجعيتهم أو كربلائيتهم؟ هذا تراثهم
وهذا شعورهم. هل تظن ان أحداً في هذه البلاد ليس له كربلائيته؟
ولكنا نصمت من أجل الوحدة الانسانية والوحدة اللبنانية لنتعايش
في فلسفة حكم مدني كما سماه المغفور له الإمام محمد مهدي شمس
الدين. وهذا كان موقف السيد موسى الصدر بهذا التعبير او بآخر
ولعل تعلّق الشيعة بالعدالة يقرّبهم من الإلحاح على عدالة يقرّ
بها كل لبناني للبناني الآخر. لن أناقش الحركة الإحيائية في
الإسلام كما يسميها الدكتور رضوان السيد. أرجو ان تكون الاحيائية
سحابة صيف تزول أمام غرب يكون أشد إصغاء. الى انين المستضعفين.
كنت أعرف شيئاً عن غطرسة الغرب ولكن بعدما طالعت كتاب غسان
سلامة: "عندما تعيد أميركا صنع العالم" بالفرنسية وفهمت رفض
اميركا للقانون الدولي واستعمالها "الصيف والشتاء على سقف واحد"
والتعدي على حريات الشعوب ودعم الديكتاتوريات في العالم أدركت ان
مشوارنا مع يهود فلسطين طويل. عندما فهمت ذلك اقتنعت بأن لبنان
عليه ان يفتش عن اسباب لديمومته أقوى من التي يستعملها
الآن. واذا صح استدلالي في هذه الأسطر، لم يبق من سبب لخلافات
طائفيّة. ليس صحيحاً ان احداً منا لا يحب لبنان وان صح ان كل من
تعاطى السياسة له صداقات هنا وهناك. هذا من طبيعة التكوين
التاريخي لبلد أجمعنا على انه نهائي. ليس المجال هنا للتحدث عن
تنظيم داخلي آخر للبلد فقد قلنا جميعاً باللامركزية. ولكن اسمحوا
لي انا الارثوذكسي ألا أعيش حصراً مع مسيحيين آخرين في منطقة
واحدة. المسيح لا يريد وطناً مسيحياً وقد قالها. أنا من الساحل
السني وألفت الإخوة الموحّدين في الجبل، أحببت طلابي الشيعة في
الجامعة اللبنانية بعدما ذقت ذكاءهم. يريد أحد كبار المحللين
السياسيين ان يسمّينا شعوبا ولكنا تلاقينا في هذا البلد الطيب،
الحالم، الوديع ونصرّ على ان نبقى معاً ولكن في وعي كامل
لأعدائنا وخصومنا والأصدقاء حتى لا يقع الظلم على لبنان كما يقول
حبقوق النبي والله موفّقنا الى ما فيه رضاه.
المطران جورج خضر
المثقفون الإسرائيليون والشوفينية
المفضوحة
فخري
صالح الحياة -
12/08/06//
فيما تبدو جبهة المثقفين العرب منقسمة بخصوص
الهجمة الصهيونية الوحشية على لبنان، وحتى على فلسطين، تبدو جبهة
المثقفين الإسرائيليين متماسكة عنوانها التحريض والطلب من حكومة
أولمرت العمل على سحق «حزب الله» وتكسير عظام لبنان. هجمة
إعلامية غير مسبوقة، في معظم إن لم نقل كل الصحف الكبرى في
العالم، يشارك فيها عدد كبير من المثقفين الإسرائيليين واليهود
الصهاينة الذين يعيشون في دول العالم المختلفة يدافعون عما تفعله
إسرائيل ويبررون القتل والتدمير والتخريب، غير المسبوق، الذي
تمارسه إسرائيل في فلسطين ولبنان. شوفينية، وعرقية بارزة تنضح
بها المقالات التي يكتبها هؤلاء ويدافعون بها حتى عن قتل
المدنيين واستهداف النساء والأطفال والشيوخ، وتدمير البيوت على
رؤوس أصحابها، وارتكاب المجازر والقصف الوحشي على ملجأ في قانا
والأطفال والنساء والشيوخ وهم فيه
نيام.
منطــــق «اليهود والأغـــــيار»، «نحــــن أو
وهم»، هو السائد في كتابــــات أدباء إسرائيليين دلسوا على
البشرية وأوهموها أنهم دعاة سلام يفيضون إنسانية، ويرغبون أن
يتعايشوا مع هؤلاء الفلسطينيين، الذين يعيشون في أرض إسرائيل
التوراتية، ويهدوهم دولة لأسباب إنسانية محض. لكن هؤلاء الأغيار
لا يحبون السلام، ينشرون العدوان أينما حلوا. المأساة أن هؤلاء
الكتاب المنافقين، المشبعين بالأيديولوجية الصهيونية
الكولونيالية العرقية، يجدون معظم الآذان في الغرب صاغية لهم.
بيني موريس، المؤرخ الإسرائيلي الذي حمّل إسرائيل في ثمانينات
القرن الماضي مسؤولية مذابح دير ياسين وقبية ونحالين وتهجير
الفلسطينيين من أرضهم بترويعهم، استدار منذ سنوات على عقبيه
وتمنى لو أن الفلسطينيين يزولون لترتاح إسرائيل منهم، يربط في ما
كتبه في صحيفة «دي فيلت» الألمانية بين الحرب الإسرائيلية على
لبنان وفلسطين وأحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ومقتل المخرج
الهولندي ثيو فان غوغ. لتبرير الجرائم الإسرائيلية يخلط موريس
الأوراق ويعلن الحرب الإسرائيلية جزءاً من الحرب على الإرهاب
العربي - الإسلامي! فأي جنون هذا؟
أما الروائي والكاتب الإسرائيلي أبراهام يهوشواع
فيطالب حكومة أولمرت بنزع سلاح «حزب الله» ليكون في إمكان أهل
حيفا النوم هانئين. لا يهم في نظر يهوشواع، الذي ادعى يوماً أنه
من دعاة السلام وحل النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، ماذا يحصل
في هذه الحرب. مجزرة قانا وحولا والشياح، وغيرها من المجازر التي
وقعت في لبنان وغزة ونابلس، خلال هذه الحرب الضروس التي أشعلتها
إسرائيل من أجل جنديين (!)، لا تهم يهوشواع الذي صور في رواياته
الفلسطيني عاشقاً أخرس للأرض، لا لسان له، وينبغي أن يظل كذلك،
حتى تظل الرواية الإسرائيلية حول الصراع هي السائدة في العالم
الذي يتيح ليهوشواع، وديفيد غروسمان، وعاموس عوز، والفيلسوف
اليهودي الصهيوني الفرنسي برنار هنري ليفي، أن يقولوا ما
يشاؤون.
ديفيد غروسمان، صاحب «الزمن الأصفر» الذي تباكى
فيه على الفلسطينيين أثناء الانتفاضة الأولى، يتباكى الآن على
غياب العرب المعتدلين، كلهم متطرفون وإرهابيون وقتلة، فكيف يمكن
لإسرائيل صنع سلام معهم! عاموس عوز، الذي تقدمه وسائل الإعلام
الغربية بوصفه حمامة سلام، ويفوز بجوائز أدبية غربية كبرى على
هذا الأساس، يطالب «حركة السلام الآن الإسرائيلية» (أين هي
الآن؟) بمساندة الحكومة ودعم توجهها للقضاء على «حزب الله»، لكنه
يأسف على المدنيين اللبنانيين الذين يقضون في هذه الحرب لأن «حزب
الله» يختبئ خلفهم!
إنه خطاب أيديولوجي متعصب، عنصري شوفيني موجه، لا
يرى في الآخرين سوى أغيار، ولا يرى فينا سوى أعداء يجب القضاء
علينا حتى تستطيع إسرائيل أن تنام مرتاحة في وسط قبر يريدون حفره
للعالم العربي.
الشيء اللافت أن الصحف الغربية، في معظمها، مشرعة
الأبواب أمام هذا الهراء الذي ينطق به كتاب إسرائيليون لا يملكون
من إهاب المثقف سوى بلاغة الحقد والعنصرية وكراهية الغير، فيما
تغلق هذه الصحف نفسها صفحاتها في وجه الأصوات العربية المعتدلة.
فأي عالم منافق هذا؟
15/8/2006
تصويب
الأخطاء
شاكر الجوهري
أحد الموقفين كان خاطئا, إذ لا
يعقل أن يكون تحميل حزب الله مسؤولية "المغامرة" موقفا صائبا,
وكذلك الإحتفاء بانتصار مقاومي الحزب..!!
أحد الموقفين كان خاطئا.. ولا
نقبل من أحد أي محاولة لتبرير نشر المقالات التي عبرت عن الموقف
الأول بكونها اجتهاد شخصي لكتابها.. ذلك أننا نعرف حقيقة انعدام
هامش الإجتهاد في مثل هكذا أمور, ليس فقط عند الكتاب الذين
تنطحوا للقفز الى قلب الخندق الأميركي ـ الإسرائيلي, بل وكذلك
عند رئيس التحرير الذي أجاز مقالاتهم, قبل أن يقرر تحويل
"مانشيتات" صحيفة الى احتفاليات بانتصار حزب الله, بموجب توجيهات
تلقاها.
لا اعتراض لنا على تصويب
الموقف الخاطىء, ولكن لا بد من محاسبة الذين ورطوا الأردن به,
لولا الإنتباه في اللحظة المناسبة لضرورة التصويب.
يكمن هذا الخطأ في أنه سعى
للتفريق بين الموقفين الرسمي والشعبي في وقت يتوجب فيه توحيد
الجبهة الداخلية أكثر من أي وقت مضى. ولم يكن هنالك أي مجال
للإجتهاد بشأن حقيقة الموقف الشعبي, أو امكانية تغيير اتجاهاته,
وهي المهمة التي تنطحت لها اقلام لا تحظى بأي صدقية أو احترام
لدى الرأي العام, لأنها وحركاتها البهلوانية مكشوفة منذ زمن, حيث
وظفت انتقاداتها لهذه الجهة أو تلك من أجل القفز الى المناصب
والمواقع.. ضاربة المصلحة العليا للوطن والنظام العام عرض
الحائط..!
لقد ارتكبت هذه الأقلام فعلتها
بعد أيام قليلة من اعلان نتائج استطلاع بالغ الأهمية اجراه مركز
الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية أظهر أن حزب الله,
وكذلك حركة "حماس", يحظيان بثقة أكثر من ثمانين بالمئة من افراد
العينة الوطنية, وعينة قادة الرأي باعتبارهما قوى مقاومة مشروعة.
وكان اللافت أن نسبة التأييد لدى عينة قادة الرأي, التي تضم
أساسا رجال الدولة السابقين, أعلى من نسبة التأييد لدى العينة
الوطنية.
وبذا, فإن هذه الأقلام لم تكتف
فقط بارتكاب مغامرة الفصل والتفريق بين الموقف الشعبي العام,
والموقف الرسمي, لكنها ارتكبت كذلك جرم الخروج على الإجماع
الوطني.. ذلك أن فعلها هو من ذات طراز الفعل الذي نسب لنواب
ارتكابه, مع مراعاة الفارق بالغ الأهمية.. ذلك أن ذات الإستطلاع
أظهر أن الأردنيين لا يرون في غالبيتهم الساحقة, في تنظيم
القاعدة بزعامة اسامة بن لادن, أو منظمة قاعدة الجهاد في بلاد
الرافدين بزعامة الزرقاوي (سابقا) تنظيمات مقاومة.
انتصار حزب الله هو الذي حتم
تصويب الخطأ الإعلامي على نحو يفرض كذلك تصويب الخطأ السياسي
الذي أنتجه. وهذا يفرض كذلك تصويب الخطأ المرتكب إزاء الموقف من
حركة "حماس", وعدم انتظار تحقيقها لانتصار آخر يفرض انسحاب قوات
الإحتلال الإسرائيلي من الثغرات التي اوجدتها في قطاع غزة, الى
جانب الإنتصار الذي فرض على اسرائيل سحب قواتها من جانب واحد,
إلا إذا كان هناك من يرى مصلحة لا نراها في مواصلة اتخاذ المواقف
السلبية من هذه الحركة, حتى حين تحقق مكاسب وانجازات من نفس جنس
مكاسب وانجازات حزب الله, مع مراعاة الفارق الذي تفرضه
الجغرافيا..!
11/8/2006
مسؤول اردني كبير مطالبا بوش
بنزع اسباب العنف في لقاء مع مراسلي الصحف والوكالات
امـيركا
غـير مـؤهلة لتحقيق التسوية ولا يجوز انتظارها أكثر
ـ
المعارضة تطالب بسحب السفير من تل أبيب لدغدغة عواطف
الناس..بقاءه أصبح عبئا
ـ
الإسلاميون يقتربون من الفكر التكفيري..أحكام "أمن الدولة" دليل
على استقلال ونزاهة القضاء
ـ
أقسم بالله على أن أعكس ثقافة الصالونات السياسية.. لم يقدم أي
وزير استقالته لرئيس الوزراء
ـ
نأمل الحصول على اسعار تفضيلية.. خبراء عراقيون يبحثون بعمان
الحصول على مشتقات نفطية
عمان ـ شاكر
الجوهري:
استياء غير معهود يعبر عنه
كبار المسؤولين الأردنيين، دون تحفظ، من الإدارة الأميركية
الراهنة، في العديد من الجلسات المحدودة، بمن في ذلك الملك عبد
الله الثاني.
هذا التعبير عن الإستياء شهد
عدد من مراسلي الصحف ووكالات الأنباء العربية والدولية نماذج له
مساء أمس الأول (الخميس)، حين التقاهم مسؤول اردني كبير طلب عدم
الإشارة لاسمه في كل ما سيقوله أو أن ينسب له.
في جملته الأولى قال المسؤول
الأردني الكبير "كل مرة نلتقيكم نقول إننا نمر في منعطف خطير،
لكنني في هذه المرة أريد أن أقول لكم أننا نمر الآن بالمنعطف
الأخطر".
وفي جملته التالية مباشرة تابع
المسؤول الكبير "لم تعجبن كل مواقف وتصريحات (الرئيس الأميركي
جورج) بوش، باستثناء اشارته إلى ضرورة نزع اسباب العنف.. وحبذا
لو أنه يطبق مضمون تصريحه هذا في الشرق الأوسط".
وفي مواضع أخرى من اللقاء
المفتوح الذي امتد لقرابة الساعتين تناول المسؤول الأردني الكبير
الدور الأميركي في المنطقة، منتقدا اياه في موضعين
الأقل:
الأول: "اميركا كوسيط وحيد غير
مؤهلة لتحقيق التسوية".
الثاني: "اميركا لن تحل لنا
القضية.. انتظرناها ستون عاما، ولا يجوز أن ننتظرها
أكثر".
·
ما العمل إذا..؟
يتابع المسؤول الأردني الكبير
في جمل مختصرة.. ذات دلالات محددة.. "التفاوض الثنائي غير
ممكن".. "النفي الإسرائيلي لوجود شريك فلسطيني في السلام يحتاج
لإعادة نظر".. فرض السلام بالقوة لن ينجح".. "لابد من تنفيذ رغبة
الشعوب.. الغالبية في الشعبين تريد سلاما".. "لابد من تفعيل
المبادرة العربية والقانون الدولي".. "لابد من توظيف الظروف
للعودة للمفاوضات النهائية دون حلول مرحلية.. لا يجوز تكرار
تجربة الماضي".
ويقرر بعد ذلك "الحلول
المرحلية لم تعد صالحة أو مفيدة.. كل طرف يحاول أن يقوي اوراقه
في المرحلة المقبلة، وبذا فقد أدت الحلول المرحلية إلى توسعة
أزمة الثقة بين الجانبين، لابد من أن تجسرها، كما كان
متوخى".
تجاهل المسار
السوري
ويلخص المسؤول الأردني الكبير
رؤيته للحدث اللبناني قائلا "نريد وقف فوري لإطلاق النار"..
"السلوك الإجرامي الإسرائيلي يجب أن يكون درسا لنتعلم منه،
ولإقناع الآخرين بأن هذه الإفرازات ستتكرر إن لم تحل
القضية".
وكما لم يحدد المسؤول الأردني
الكبير الجهة الدولية القادرة على تحريك عملية التسوية السياسية
بدلا عن اميركا، فإنه امتنع عن الإجابة عل عدد مهم من الأسئلة
المحورية والمفصلية، إذ تجاهل سؤالا عن دور المسار السوري في
التسوية النهائية التي يسعى الأردن لها، مكتفيا بتأكيد أن علاقة
الأردن مع سوريا "جيدة جدا"، واستعراض نتائج آخر زياراته لدمشق،
مؤكدا أنه كان بالغ الصراحة في لقاءاته مع كبار المسؤولين
السوريين.
وحين سؤل إذا كان الأردن يرى
أن الحرب الدائرة الآن في لبنان هي حرب تخاض وكالة عن إيران
واميركا أكد أن "الأولوية الآن هي لوقف إطلاق النار.. الحسابات
تأتي لاحقا". وعن رؤيته كرجل استراتيجي لأداء القوات
الإسرائيلية، وما إذا كان هذا الأداء السيء يعني انتهاء عهد
الإنتصارات العسكرية الإسرائيلية، ارتأى القول "بدأ نقاش عام
داخل اسرائيل حول الأداء العسكري الإسرائيلي، والأهداف
الاسرائيلية.. غير مقبول استهداف المدنيين".
وحول امكانية استئناف عملية
التسوية السياسية بعد تعميق العدوان الاسرائيلي لأزمة الثقة،
اجاب مقرا بذلك، ملاحظا في ذات الآن أن "المزاج العام في منطقتنا
يتعدل بسرعة كبيرة.. فإذا أظهرت اسرائيل رغبة في السلام وجدنا
استجابة شعبية عربية لذلك".
ويوجه سؤال آخر للمسؤول
الأردني الكبير من عيار هل تفكرون بسحب السفير الأردني من تل
أبيب كما فعلت فنزويلا..؟
بجمل مختصرة اجاب:"المعارضة هي
التي تطالب بسحب السفير بهدف دغدغة عواطف الناس".. السفير نافذة
وقناة.. سحبه قد يكون مخاطرة، وكذلك عدم سحبه. ماذا استفيد لو
سحبته..؟ أعرف أن بقاءه أصبح عبئا".
تبادل الأسرى
وتتوالى الأسئلة:
·
رفض الأردن الرسمي ادراج اسماء
اسراه في آخر صفقة تبادل ابرمها حزب الله مع اسرائيل تحت شعار
رفعه وزير الخارجية في حينه "من هو حزب الله ليطلق سراح اسرانا..
الحكومة ستفعل ذلك".
الآن، وبعد أن عرف الجميع من
هو حزب الله، وهناك صفقتا تبادل في الطريق مع حزب الله ومع حركة
"حماس".. هل تمانع حكومتكم في ادراج الأسرى الأردنيين في احدى
الصفقتين المنتظرتين..؟
ـ يوجد لدى اسرائيل فقط أحد
عشر اسيرا اردنيا.. يوجد محكومون جنائيون. الآخرون كانوا يحملون
الجنسية الأردنية ومقيمون في الصفة الغربية. المعارضة تضخم العدد
بهدف الضغط على الحكومة.
ولدى الإصرار عليه للحصول على
اجابة محددة قال: نأمل من الله أن يفك اسرانا. إذا تمكنا من
اطلاق بعضهم، دوما سيكون هناك اسرى لأن قسما كبيرا منهم يعمل في
اطار تنظيمات خارج اطار الدولة الأردنية. "إذا اراد حزب الله أن
يضع أسماء الأسرى الأردنيين في صفقة التبادل فإن رفضي لا يمنعه
من فعل ذلك".
تراجع عمرو موسى
·
عمرو موسى أمين عام جامعة
الدول العربية اعتبر أن عملية السلام قد ماتت، وأنت تقول إن
الأردن يعمل على تحريك عملية السلام..؟
ـ كثير من المسؤولين يطلقون في
بعض الأحيان تصريحات غاضبة. تصريح عمرو موسى كان تعبيرا غاضبا.
عملية السلام لم تمت. موسى عاد وقال إن عملية السلام متوقفة ولم
تمت, يجب أن نعود لها بتوافق عربي.
الملك يبادر الآن، لكن الأردن
لا يستطيع أن يأخذ العبء منفردا. الأردن محاط بظروف ملتهبة من
الشرق ومن الغرب، وأعدكم أن يظل الأردن آمنا. الأردن لا يكتفي
يلعن الظلام، ولكنه يوقد شمعة, سنعمل مع الأشقاء العرب، وفي
الطليعة الإخوان الفلسطينيين لإعطاء العملية السياسية دفعة
للأمام.
المعادلة الجديدة
·
بغض النظر عن الأماني، الواقع
يقول أن هناك سياسة تؤمن بالتسوية والمفاوضات طريقا لها قد اخفقت
ولم تنجح في تحقيق أي شيء، وأن هناك محورا سبقت تسميته بالمحور
الشيعي لغايات تخويف الرأي العام العربي يتصدى الآن ببسالة
للعدوان الإسرائيلي وقد رفع رأس الأمة كلها. هاتان الحقيقتان
تصوغان الآن معادلة جديدة في الشرق الأوسط تصنعها المقاومة لا
اميركا. أين هو الأردن من هذه المعادلة، وما موقفه وموقعه
منها..؟
ـ ليس المهم أن تكون سياسة حزب
الله إلى الأمام. هل مقبول وجود تنظيم يمثل دولة داخل الدولة على
المدى البعيد..؟
توظيف الدين سياسيا أمر خطير,
نحن ما يهمنا الآن هو أن اتخاذ اجراءات دولية ضد إيران من شأنه
أن يرفع اسعار النفط عالميا، وهذا ما يجب أن نستعد له. يجب
الإعتماد على الذات وترشيد استخدام الطاقة، ولدينا خطط موجودة
داخل الدرج لمثل هذا الإحتمال.
تصريحات وزير خارجية
قطر
·
بم ترد على تصريحات وزير
خارجية قطر التي اتهم فيها الأردن ومصر والسعودية بالوقوف إلى
جانب اسرائيل في عدوانها على لبنان..؟
ـ تصريحات وزير خارجية قطر
كانت من قبيل التلميح لا التصريح، ونحن لدينا في صحيفة "الرأي"
خبر يقول أن وزير خارجية دولة عربية غادر تل أبيب على متن طائرة
خاصة بعد تهديد حزب الله بقصف المدينة بالصواريخ دون أن ندري من
هو الوزير المعني. اخبار الصحف لم تعد مفهومة هذه
الأيام.
اتفاق نفطي مع
العراق
·
هناك حديث عن اتفاقية نفطية
جديدة بين الأردن والعراق. هل تضعنا في صورة
التفاصيل..؟
ـ نحن لا نتحدث عن منحة كما
كان الحال في السابق. نتحدث عن اسعار تفضيلية. حتى الآن نأمل
ونرحب باستعداد اشقاءنا في العراق لذلك، ونتأمل الحصول على اسعار
تفضيلية.
الحديث لايزال مبكرا حول
تفاصيل هكذا اتفاق. البحث ينصب الآن على أي نفط نستورد.. نفط
البصرة أم نفط كركوك. نفط البصرة خفيف، وهو الذي كانت تكرره
مصفاتنا, والعراقيون يريدون منا مشتقات نفطية مقابل النفط الخام.
ويوجد الآن في عمان خبراء عراقيون يبحثون كل هذه
الأمور.
انجازات الحكومة
ويتوقف المسؤول الأردني الكبير
أمام قضيتين محليتين رئيسيتين: انجازات الحكومة الراهنة، والأزمة
مع الإخوان المسلمين.
قبل أن يتحدث عن انجازات
الحكومة، أقسم المسؤول الأردني الكبير بالله على أن يعكس ثقافة
الصالونات السياسية في الأردن التي تبدأ فور تشكيل أي حكومة
بالترويج الى قرب تعديلها أو ترحيلها.. مؤكدا عدم وجود انقسامات
في الحكومة الحالية، وأن احدا من وزرائها لم يتقدم باستقالته،
خلافا لتقارير تؤكد ذلك.
أما انجازات
الحكومة فقد لخصها في تحقيق دخل من برنامج التخاصية مقداره 735
مليون دينار خلال الفترة من مطلع العام الحالي حتى الآن، مقابل
أقل من 700 مليون دينار تحققت طوال الفترة من عام 2000 إلى نهاية
عام 2005 وقال توجد في رئاسة الوزراء لجنة عليا للتخاصية يرئسها
رئيس الوزراء شخصيا عقدت منذ تشكيلها عام 2000سبعة عشر اجتماعا
منها عشرة اجتماعات في عهد الحكومة الحالية.
إلى ذلك كشف النقاب عن أن
الحكومة بصدد التوقيع قبل نهاية العام الحالي على اتفاقية لجر
مياه الديسي من جنوب المملكة إلى العاصمة، وهو المشروع الذي تأخر
كثير، كما أنها وقعت ثلاث اتفاقيات مع ثلاث شركات لانتاج النفط
من الصخر الزيتي الموجود بكثرة في الأردن، قال إن كل شركة منها
تعتمد تكنولوجيا مختلفة لاستخراج النفط من الصخر "لنضمن النجاح"،
كاشفا عن وعود من قبل هذه الشركات أن يبلغ الإنتاج في بداياته
عشرين ألف برميل نفط في اليوم.
ومن بين انجازات الحكومة قال
المسؤول الأردني الكبير إن الاستثمارات زادت في عهد الحكومة
الحالية بنسبة مئوية كاملة.
الأزمة مع الحركة
الإسلامية
أما الأزمة المستمرة بين
الحكومة والحركة الإسلامية في الأردن، فقد تناولها المسؤول
الكبير في ثلاثة محاور:
الأول: نفى أن تكون الحكومة
تولت ادارة الأزمة، مؤكدا أنه شخصيا علم بالأحكام التي صدرت بحق
نائبين اسلاميين، وقرار عدم مسؤولية الثالث، بعد أن كان المدعي
العام قرر منع المحاكمة عن نائب رابع، عن طريق
آخرين.
ونفى أن يكون قادة الحركة
الإسلامية قد تلقوا أي وعد من رئيس الوزراء بحل هذه الأزمة حين
التقوه في المرة الأولى، مؤكدا أن ذلك اللقاء لم يتطرق لقضية
النواب حتى تقدم وعود بهذا الشأن. وقال على العكس من ذلك تم
التأكيد على أن يتم تفعيل القضاء، معتبرا الأحكام التي اصدرتها
محكمة أمن الدولة دليل على استقلالية القضاء
ونزاهته.
واستغرب اعتبار جماعات داخل
الإخوان المسلمين بيان التمسك بالولاء والإلتزام بالدستور والملك
الذي اصدره سالم الفلاحات مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين
تنازل لم تتجاوب معه الحكومة. وتساءل "منذ متى كان التمسك
بالولاء والإنتماء والإلتزام بالدستور تنازل..؟ هذا كلام غير
مقبول. الأساس هو الإلتزام والموالاة للملك".
الثاني: إن الإخوان المسلمين
تنظيم اردني نشأ وترعرع في حضن النظام الأردني. وقد تمت حماية
أعضاء في هذا التنظيم من كل الأنظمة التي استهدفته في المنطقة،
ووفر لهم ملاذ آمن في الأردن، مضيفا أن هذا التنظيم "طيف اردني
معارض".. مضيفا "لاحظنا مؤخرا معاناتهم من أزمة مرجعيات.. لقد
انبروا للدفاع عن "حماس" بأكثر مما فعلت "حماس"
ذاتها".
واستشهد على ذلك بالقول إنه
حين اتصل رئيس وزراء الأردن مع اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة
"حماس" لابلاغه باكتشاف اسلحة تابعة لحركته في الأراضي الأردنية،
قال سأنظر في الأمر". أما قادة الإخوان المسلمين في الأردن فقد
كانت ردة فعلهم الفورية أنهم بدأوا يقسمون الأيمان على نفي أن
تكون "حماس" فعلت ذلك.
الأخطر من وجهة نظر المسؤول
الأردني الكبير هو ظهور بذور تشدد عند بعض العناصر.. "بدأوا
يقتربوا من الفكر التكفيري".
الثالث: إن التحقيقات القضائية
تتواصل في ملف جمعية المركز الإسلامي، فإن تبين أن سلوكهم يستدعي
عقوبات جزائية، فإنهم بالتأكيد سيعاقبون. أما إذا كانت هناك
أخطاء من قبيل الإجتهاد، لن تكون هناك حاجة لذلك.
ولفت المسؤول الأردني الكبير إلى
أن المتورطين في بعض الأخطاء الإدارية أو الإجتهادية، ليس
بالضرورة أن يكونوا جميعهم مدراء، إذ أن بعضهم موظفون
عاديون.
Hanady Salman
(managing editor at As-Safir in Beirut) wrote
this: "This would probably be my last letter to you. I will
miss you all. Some of you I never met, but I feel that you are
all so close to me. More than that, you probably already know
it: without you I would not have made it throughout this hell.
You were there, by my side and that made me stronger.
Everyday, you gave more meaning to all this: people’s stories
were heard, people’s suffering was shared. This was what I
could do to my people : tell some of their stories. Knowing
that you will listen, knowing that you will care made the
whole difference. As of yesterday, new stories will unveil :
those returning to find .. nothing. Those returning to find
their loved ones under the rubble. But returning anyway. 7
a.m. ( or 8) was the official time for the cease fire on
Monday morning. People were on the roads at 7 sharp. I am so
proud. Sad, hurt, but proud. Proud of my people, proud of
their resistance, proud of their commitment and dignity.
Hussein Ayoub, my colleague, finally found his mother today.
Ten minutes ago actually. He went to Aynatha in the morning
and the rescuers were able to pull her out of the rubble of a
house where she, and some 17 other people had taken refuge. We
don’t know when she was killed. But at least he was able to
recognize her body. She was 75. His father was killed by the
Israelis in 1972. We will be fine, I hope. We will burry our
dead, the way they deserve to be buried, we will remember them
as long as we live. We will tell their stories to our
children; they will tell their own children the story: the
story of a great people, one that never lost faith despite all
the crimes, pains and injustices. One that started rebuilding
the minute the fighting stopped. Rebuilding although they know
that the enemy might destroy everything again, as it did so
many times before.
We will also tell them the stories of our enemy : how
they killed our children , our elderly , how they hit us from
the air, from the sea and from the ground and how we
prevailed. How they starved our families in their villages,
killed them on the roads, bombed their houses, their shelters,
their hospitals, they even bombed vans carrying bread to them;
and how in return we did not give up. My grandmother used to
tell me how people starved during World War One. I used to
think I would never have similar stories to tell
Kinda(note: her daughter). Kinda, my heroine ,
Kinda my sweet little heroine who now , every time she hears
the sound of a plane, rushes to my arms , points to the sky
and says : Israel , Hweiyda wa wa. Kinda my baby who survived
her first Israeli aggression. To that, I will always be
grateful, and I promise I will never forget that other babies
were not spared. For them, I will keep telling Kinda the
story. For them, Kinda will never leave this land. Kinda will
know who her enemy is. Kinda will know this enemy can not beat
us. Kinda will grow to respect all the men who fought for her
on the front lines, and those who will rebuild her country
again. Kinda will also grow to know how important you, all
of you, were part of her life during a long painful month in
the summer of the year 2006. To those I knew through this
list: I hope I will get to meet you one day. To all of you :
thank you for your support , your encouraging messages, your
prayers, and your feelings for Kinda. My love and gratitude
to all of you.
Hanady
Salman
|